دراسة وتحليل قصيدة ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط



دراسة وتحليل قصيدة ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط:

في الأبيات الثلاثة الأولى يشبه الشاعر ابنه بأعز ما يملك الإنسان أما الصور التي تدل على ذلك فهي:
  • في البيت الأول: شبه الشاعر ابنه بعينيه التي لا طعم للحياة بدونها.
  • في البيت الثاني: شبه الشاعر ابنه بالقلب الذي لا حياة بدونه.
  • في البت الثالث: يشبه الشاعر ابنه باللؤلؤ أو الجوهرة التي تتوسط العقد أي موت ابنه الأوسط قد شتت العائلة كما تشتت العقد بعد ضياع الجوهرة التي تتوسطه.
هنا يعني الشاعر بالجوهرة المال ويعني بقلبه وعينيه الحواس وبعدما فقد المال والحواس لم يعد حياة بدونهما ويعني ان لا حياة بعد موت ابنه الأوسط.
(لا طعم للحياة بعدك يا بني)

ملاحظة:

ما زال الفقيد يسكن قلب أبيه معزّة والدليل على ذلك يأتي في البيت رقم 4 وشرحه أن الأب رأى ملامح الذكاء وارشد في ابنه في الصغر وأنه سيصبح إنساناً رشيدا في المستقبل فماذا فعل به الموت.
ما هو سبب اعجاب نقّاد الادب في بيت رقم 8؟؟

الأسباب هي:

  • توظيف الاستعارة المكنية في قوله "الّح عليه .. الخ"، شبه الشاعر مرض النزف الذي اصاب ابنه بالانسان الذي يلّح وان النزيف استمر دون انقطاع حتى قضى على طفله.
  • توظيف الألوان, الأحمر والأصفر، والأحمر يدل على حالة الطفل وهو على قيد الحياة اما الأصفر فيدل على الطفل في فترة الاحتضار.

شرح البيت رقم 9:

ظلّت حالة الابن الصحيّة تتدهور امام اعين اهله واخذ الابن يذبل كما يذبل غصن شجر الرّند . وقد ابدع ابن الرومي بوصفه لابنه في هذه الحالة اذ شبه صورة ولده وهو يموت بصورة غصن شجر الرّند وهو يذبل وقد انتقل الابن من النضارة الى الذبول التدريجي مثل غصن الرّند الذي ذبل بعد ان كان طرّياً ومتفتحاً.

شرح البيت رقم 10:

يشبه الشاعر موت ابنه التدريجي بتساقط حبات الجواهر من العقد الواحدة تلو الاخرى, ان الموت كان قاسياً مؤلم على الاهل وعلى الطفل لانه كان تدريجياً والموت التدريجي اصعب بكثير من الموت السريع.
يرى بعض النقّاد ان المعزين عزّوا ابن الرومي بابنه، ماذا قال المعزون؟ وماذا ردّ عليهم الشاعر؟
قال المعزي للشاعر: بقي لك ولدان يسّدان عن ابنك الفقيد ويمتعانك في حياتك بدل منه.
ردّ الشاعر في لبيت رقم 11: ايها المعزي سابقى اذكر ابني واحن عليه ما دامت تحن الناقة المسنة على ولدها.
وردّ الشاعر ايضاً في البيت رقم 12: ايها المعزي ان الابناء متساوون ولا يسّد احدهم مكان الآخر وهم مثل جوارح الانسان, فالعين لا تسّد مكان السمع والسمع لا يسّد مكان العين وكذلك الامر بالنسبة للأبناء.

ملاحظة:

إن الولدين لا يمتعان الشاعر بل يزيدان من حزنه خاصة عندما يراهما يلعبان في نفس المكان الذي كان يلعب فيه الابن الفقيد.