التقنية عند هربرت ماركوز.. الإخضاع المكثف بالخضوع للآلة ولأسياد الآلة المتحكمين بها حيث تغيب حرية الفرد ويصير الخضوع واللاحرية أمرا مشرعا



في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" الصادر عام 1964، يحذر هربرت ماركوز من خطر التقنية التي تسير باتجاه إخضاع الإنسان والسيطرة عليه.
توسع التقنية أسباب الراحة أمام الحياة، كما تسرِّع من إنتاجية العمل وتحسنه.
تتحدى التقنية الإنسان، وتبرهن استحالة أن يعيش مستقلاً أو منفرداً أو معزولاً عنها.
تصير التقنية ضرورة من ضروراتها. لا يستغني الإنسان عن العيش بدونها. لذلك فهي تسيطر عليه وتخضعه لها. وهو ما يسميه ماركوز بالإخضاع المكثف.
إنه الخضوع للآلة ولأسياد الآلة المتحكمين بها. في هذا الـ(لا استغناء)، تغيب حرية الفرد ويصير الخضوع واللاحرية أمراً مشرعاً.
يقول ماركوز "ما أحاول أن استخلصه هو أن العلم قد رسم صورة العالم. وفيه بقيت السيطرة على الطبيعة مرتبطة بالسيطرة على الانسان".
لقد نجحت التقنية في أن تصنع إنسانا على مقاسها الخاص، كما يظن ماركوز، وأفقدته أن تكون له ميزات خاصة به. فجعلت منه إنساناً مقلدا، مستهلكا، متماهيا معها.