نتائج الإكراه الاجتماعي.. القمع المتواصل لغرائز الأفراد والتحول من الأنانية إلى الغيرية أي من الانغلاق النرجسي إلى قبول الغير وخلق علاقات معه



إن الإكراه الاجتماعي، حسب فرويد يؤدي إلى:
1- التحول من الأنانية إلى الغيرية أي من الانغلاق النرجسي إلى قبول الغير وخلق علاقات معه.
2- طاعة أكبر عدد من الأفراد للمجتمع وخضوعهم له.
3- القمع المتواصل لغرائز الأفراد، وما يصاحبه من ردود أفعال متوترة.
4- تشوهات في شخصيات الأفراد واستعداده الدائم لإطلاق العنان لمكبوتاتهم في أية لحظة تغيب فيها الرقابة والسلطة المجتمعية.

وإذا كان فرويد يرى أن المجتمع و الحضارة يقمعان الغرائز، فإن رالف لنتون يعتقد، في المقابل أن المجتمع يعمل على الاستجابة لحاجيات الأفراد، ويعمل كذلك على ترسيخ النماذج الثقافية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية.

ويقصد بالتنشئة الاجتماعية مجموع عمليات التعلم التي عن طريقها يكتسب ويستدمج الفرد العادات والتقاليد والقيم والاتجاهات السائدة فى بيئته.

وتتم من خلال الأساليب والطرق التي يتلقاها الأفراد منذ طفولتهم المبكرة في الأسرة والمدرسة ومع الجماعات. تلك الأساليب التي تتفق مع الثقافة السائدة في المجتمع.

يعتبر رالف لنتون أن عملية التنشئة بالمعنى السابق تتم عبر "طعم الإشباع".

فالمشرفون على التنشئة الاجتماعية يقدمون للفرد إشباعا مباشرا لغرائزه وحاجاته، وفي الوقت نفسه، يمررون له العادات والسوكات والمعتقدات... فالفرد يشبع جوعه عندما يقبل على الأكل لكنه يتعلم أسليب وطرق الأكل ممن هم أكبر منه.

إن المجتمع ليس اضطهادا وتعسفا، بل هو مؤسسة ظهرت لتحل المشاكل التي عصفت بالإنسان عندما كان يعيش وحشيته في حالة الطبيعة.

لقد فقد الإنسان حريته المطلقة عندما دخل المجتمع، لكنه ربح الأمن والاستقرار والحضارة والتقدم والرقي.

ولكن ما كان للمجتمعات البشرية أن تصل إلى ما وصلت إليه لو لم يكن المجتمع ساحة للصراع والتفاعل التاريخي بين مختلف مكوناته.