إدارة مطلوبات مصرف الوقف الإسلامي.. عدم الاقتراض من المصارف أو إصدار السندات أو شهادات الاستثمار أو رفع سعر الفائدة المدينة لجذب الودائع



ليس لدى هذا المصرف الكثير من الأدوات لإدارة مطلوباته، فهو لا يستطيع الاقتراض من المصارف، أو إصدار السندات أو شهادات الاستثمار، أو رفع سعر الفائدة المدينة لجذب الودائع، لذلك لابد له من تنويع و توسيع قاعدة عملاءه.

فهذا يشكل له أفضل هامش من الأمان، وذلك من خلال الاهتمام بالندوات الإعلامية والتثقيفية، التي تشرح طبيعة هذا المصرف وأهدافه النبيلة في خدمة الاقتصاد والمجتمع، مما يزيد الدافع عند الجمهور للإيداع فيه و تحصيل الثواب من الله تعالى، ويضمن للمصرف استمرار تدفق الودائع عليه، لكن هذا لن يستمر إلا إذا قدم المصرف لعملائه أفضل الخدمات وأحدثها، فعندها إذا ما احتاج المصرف للسيولة فما عليه إلا إيقاف التسليفات فترة من الزمن، حتى تعود الأمور إلى طبيعتها.

أما في الحالات الخارجة عن سيطرة المصرف، كالأزمات السياسية أو الاقتصادية، فلابد عندها من تدخل المصرف المركزي لإنقاذ الموقف، و هذا هو دوره الطبيعي الذي من المفترض أنه مستعد له، وذلك بأن يقدم للمصرف قرض قصير الأجل و بدون فائدة، ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها.

أما على المدى البعيد، فبعد تأسيس المصرف و ثبوت نجاحه، سيشجع ذلك على تأسيس مثله في عدد من الدول الإسلامية، لأنه كما ذكر سابقاً إن ثقافة الوقف منتشرة على مساحة العالم الإسلامي، فإذا ما حصل ذلك، فعندها يمكن لهذه المصارف أن تعقد فيما بينها اتفاقيات تعاون لمواجهة الحالات الطارئة عند أي منها.