المسندِ إليهِ بالموصولِ.. التشويقُ لكونِ مضمونِ الصلة أمراً غريباً. تعظيمُ شأنِ المسنَدِ إليه. التهويلُ تعظيماً أو تحقيراً. استهجانُ التصريح بالاسمِ. التوبيخُ. التنبيهُ على خطأِ المخاطَبِ. إخفاءُ الأمرِ



أمّا تعريفُ المسندِ إليهِ بالموصولِ فهو لأمورِ:
 يُؤْتَى  بالمسندِ إليهِ اسمَ موصولٍ اذا تعيّنَ طريقاً لإحضارِ معناهُ. كقولكَ: الذي كانَ معنا أمسِ سافرَ، إذا لم تكنْ تَعرِفِ اسمَهُ.
أمَّا إذا لم  يَتَعَيَّنْ طريقاً لذلكَ; فيكونَ لأغراض أخرَى.
1 - التشويقُ لكونِ مضمونِ الصلة أمراً غريباً، كقول الشاعر:
والذي حارتِ البريّةُ فيهِ            حيوانٌ مستحدثٌ منْ جمادِ
3 - تعظيمُ شأنِ المسنَدِ إليه، كقول الفرزدق:
إنَّ الذي سمكَ السماءَ بنى لنا.. بيتاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ
4 - التهويلُ، تعظيماً أو تحقيراً،  قال تعالى: (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ  ) [طه/78]، ونحو: مَنْ لم يَدْرِ حقيقةَ الحالِ قالَ ما قالَ.
5 - استهجانُ التصريح بالاسمِ، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ ) [يوسف/23]   ، ونحو: الذي رَبانِي أبي .
6 - التوبيخُ، نحو: الذي أحسنَ إليكَ قدْ أسأتَ إليهِ،وكقول الشاعر:
أفيقوا أمنْ كـانَ يـحسنُ دائـماً            إليكمْ؟ فهلْ هذا جزاءُ المفضِّلِ؟
7- إخفاءُ الأمرِ عَنْ غير المخاطبِ، كقول الشاعر:
وأخذتُ ما جاد الأميرُ بهِ             وقضيتُ حاجاتي كما أهوَى
8- التنبيهُ على خطأِ المخاطَبِ، نحو قوله تعالى : (إنَّ الذين تَدعونَ مِنْ دون الله عبادٌ أمثالكم)[الأعراف: 194]، وكقول الشاعر  :
إِنَّ الَّذِينَ تَرَوْنَهُمْ إِخْوَانَكم ... يَشْفِي غَلِيلِ صُدُورهم أَنْ تُصْرَعُوا
9- التنبيهُ على خطأ غيرِ الُمخاطَبِ،  كقول الشاعر:
 إنَّ التي زَعَمَتْ فُؤَادَكَ مَلَّها      خلقتْ هواكَ كما خلقتَ هوى ً لها
10- الإشارةُ إلى الوجهِ الذي يُبنَى عليه الخبرُ من ثوابٍ أو عقابٍ ،كقوله تعالى: (فالذين آمنوا وَعَمِلوا الصالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم) [الحج: 50].
11- الاستغراقُ ، نحو: الذينَ يأتونكَ أكْرِمْهُم.
12- الإبهامُ، نحو: لكلِّ نفسٍ مَا قدَّمتْ.
 واعلمْ أنَّ التعريفَ بالموصوليَّة مبحثٌ دقيقُ المسلكِ، غريبُ النزعة يُوقِفُكَ على دقائقَ مِن البلاغةِ تؤنسُكَ إذا أنتَ نظرتَ إليها بثاقبِ فكرك، وتُثلجُ صدركَ إذا تأمَّلتها بصادقِ رأيكَ، فأسرارُ ولطائف التعريف بالموصوليّة لا يمكنُ ضبطُها، واعتبرْ في كلِّ مقامٍ ما تراهُ مناسباً.