يوحنا بن ماسويه.. عهد إليه هارون الرشيد رئاسة مدرسة الطب في بغداد وكلفه بترجمة بعض الكتب اليونانية التي حصلوا عليها من أنقرة ومن بلاد الروم



يوحنا بن ماسويه (777 - 857 م):
(كان طبيباً ذكياً فاضلاً خبيراً بصناعة الطب، وله كلام حسن وتصانيف مشهورة وكان مبجلاً حظياً عند الخلفاء والملوك، قال إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب عن عيسى بن ماسه الطبيب، قال أخبرني أبو زكريا يوحنا بن ماسويه أنه اكتسب من صناعة الطب ألف ألف درهم، وعاش بعد قوله هذا ثلاث سنين أخر، وكان الواثق مشغوفاً ضنيناً به، فشرب يوماً عنده فسقاه الساقي شراباً غير صاف ولا لذيذ، على ما جرت به العادة، وهذا من عادة السقاة إذا قصر في برهم، فلما شرب القدح الأول قال يا أمير المؤمنين، أما المذاقات فقد عرفتها واعتدتها، ومذاقة هذا الشراب فخارجة عن طبع المذاقات كلها، فوجد أمير المؤمنين على السقاة وقال يسقون أطبائي، وفي مجلسي، مثل هذا الشراب وأمر ليوحنا، بهذا السبب، وفي ذلك الوقت، بمائة ألف درهم).
وهو من أوائل المترجمين السوريين، درس الطب على يد والده في جنديسابور، رحل إلى بغداد زمن هارون الرشيد ومارس فيها مهنة الطب وكان ذكياً وطبيباً فاضلاً فاشتهر أمره وذاع صيته فوصلت أخباره هارون الرشيد فعهد إليه رئاسة مدرسة الطب في بغداد وكلفه بترجمة بعض الكتب اليونانية التي حصلوا عليها من أنقرة ومن بلاد الروم.
اشتهر أيضاً بالصيدلة ولقب بأمير الصيادلة فقد ألف موسوعة في الطب والعقاقير بقيت مرجعاً للأطباء وللصيادلة عدة قرون عرفت باسم الاقرباذين، وقد أودع فيها تجاربه في معالجة الأمراض وذكر فيها أيضاً طرق تحضير الأدوية.
رغب يوحنا في تشريح جسم الإنسان كما فعل جالينوس وأطباء مدرسة الإسكندرية لكن وبسبب منع الدين الإسلامي لذلك فقد اتجه إلى تشريح جثث القرود التي تشبه إلى حد كبير جسم الإنسان وقد ساعده في ذلك الخليفة المعتصم فبنا له قاعة تشريح على ضفاف نهر دجلة وامن له القردة من بلاد النوبة.
وضع كتاباً في التشريح ضمنه تجاربه تلك وتجارب من تبعه.
وليوحنا بن ماسويه العديد من الكتب (أكثر من ثلاثين كتاباً): كتاب البرهان ثلاثون باباً، كتاب البصيرة، كتاب الكمال والتمام، كتاب الحميات مشجر، كتاب في الأغذية، كتاب في الأشربة، كتاب المنجح في الصفات والعلاجات كتاب في الفصد والحجامة، كتاب في الجذام لم يسبقه أحد إلى مثله، كتاب الجواهر، كتاب الرجحان كتاب في تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها وخاصة كل دواء منها ومنفعته، كتاب دفع مضار الأغذية، كتاب في غير ما شيء مما عجز عنه غيره، كتاب السر الكامل، كتاب في دخول الحمام، ومنافعها ومضرا، كتاب السموم وعلاجها، كتاب الديباج، كتاب الأزمنة، كتاب الطبيخ، كتاب في الصداع وعلله وأوجاعه وجميع أدويته والسدد والعلل المولدة لكل نوع منه، وجميع علاجه، ألفه لعبد اللّه بن طاهر، كتاب الصدر والدوار، كتاب لم امتنع الأطباء من علاج الحوامل في بعض شهور حملهن، كتاب محنة الطبيب، كتاب معرفة محنة  الكحالين، كتاب دخل العين، كتاب مجسة العروق، كتاب الصوت والبحة، كتاب ماء الشعير، كتاب المرة السوداء، كتاب علاج النساء اللواتي لا يحبلن حتى يحبلن، كتاب الجنين، كتاب تدبير الأصحاء، كتاب في السواك والسنونات، كتاب المعدة، كتاب القولنج، كتاب النوادر الطبية، كتاب التشريح، كتاب في ترتيب سقي الأدوية المسهلة بحسب الأزمنة وبحسب الأمزجة، وكيف ينبغي أن يسقى، ولمن ومتى وكيف يعان الدواء إذا احتبس، وكيف يمنع الإسهال إذا أفرط، كتاب تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه ومفاصله وعظامه وعروقه، ومعرفة أسباب الأوجاع، ألفه للمأمون، كتاب الأبدال فصول كتبها لحنين ابن إسحاق بعد أن سأله المذكور ذلك، كتاب الماليخوليا وأسبابها وعلاماتها وعلاجها، كتاب جامع الطب مما اجتمع عليه أطباء فارس والروم، كتاب الحيلة للبرء.
وله أيضاً كتاب جامع في الطب تحدث فيه عن الأمراض  ودلائلها وعلاجاتها.
ليس هذا فحسب بل اشتهر أيضا" بمعرفته الجيدة بعلم الإلهيات والفلسفة والحكمة، لذلك لقب بالحكيم.