مسرحيّة المحلّل لفتحي رضوان.. التكثيف من قلّة عدد الشخصيّات وتسارع الأحداث والتطوّرات



مسرحيّة (المحلل) مكوّنة من فصل واحد. ذاك من عوامل التكثيف في هذه المسرحيّة؛ فانعكس الأمر في قلّة عدد الشخصيّات (ثلاث فقط) وفي تسارع الأحداث والتطوّرات. 

ورغم هذا القِصر (وربّما بسببه) عمل الكاتبُ على توتير خيوط التطوّر وعلى إرجاء هذا التطوّر الدراميّ، فلم يفتعل التغيّرَ في شخصيّة الرجل (المحلّل)، ولم يجعل هذا التغيّرَ في شخصيّته جاريًا في خطّ مستقيم؛ إذ ثمّة كثير من التراجع والتردّد في اتّخاذ قراراته (وهو ما يجعل الحدث المسرحيّ والتطوّر من الأمور الأكثر واقعيّةً وإقناعًا؛ ذلك أنّ التحوّلات العميقة التي تمرّ بها النفس البشريّة السويّة لا تجري بسرعة دقائق. ويبقى التردّد مرافِقًا للرجل حتّى نهاية المسرحيّة).

كذلك الأمر في ما يتعلّق بـِ "لطيف بك"؛ فهو في حواره مع الشخصيّتين الأُخريين يتأرجح بين العنف واللطف، بين الجدّيّة والسخرية، بين الاستبداد والاستجداء.