دراسة وشرح قصيدة صلاة إلى العام الجديد وإلى العام الجديد لفدوى طوقان وفهد أبو خضرة



تستقبل فدوى طوقان العام الجديد، وهي تعبّر عن لسان شعبها؛ فتحمل الأشواق الجديدة، والمآقي والتسابيح لتقدّمها قرابين من الغناء للعام الجديد...

وكذلك فعل الشيء نفسه فهد ابو خضرة، وإن اختلف الأسلوب، ولكنه حمل الأمل، وراح يصلي وقدّم القرابين للعام الجديد، ولقد استعد مع شعبه والمحتفلين منذ الامس لاستقباله، وأخذت استعداداتهم اشكالا كثيرة؛ فزيّنت التلال (الروابي) وفرش الطريق الموصل لها بالورود على أمل أن يأتي العام الجديد ليقود العالم القاسي والظالم إلى عالم آخر حيث الأمل والالحان والسعادة والبعيد عن الاطماع والقسوة والشهوة ..الخ

طلبات فدوى من العام الجديد تتمثل في:
1- الحبّ فمن خلاله يتفجّر الخير، وهو الذي يبني العالم من جديد بعد أن تهدّم.
2- الاجنحة، وبواسطتها تنطلق من العزلة القاتلة.
3- النور، وبواسطته يختفي الظلام والجهل ، وبعدها نصل الى القّمة والمجد وهو ما عبّرت عنه الشاعرة بـ (انتصارات الحياة).

طلبات فهد أبو خضرة:
1- يطلب من العام الجدي أن يفتح عيون الصّغار على الامل ثم أن يزين وجوههم بالبسمة والالحان والقبل.
2- يطلب منه كذلك أن يجعل الشمس تغسل وجوه الناس من القسوة والاطماع والشهوات، ولترجع الى البراءة والصّدق .
3- ويطلب منه أن يزرع على آفاق الناس الريحان بدلاً من الدّم.

فدوى طوقان  تنظر الى العام وكأنه الفرصة الاخيرة المتبقية لها، ولهذا راحت تجسد الاشواق في الأيادي والتسابيح في المآقي (تجسيد الأشياء المعنوية بصورة مادية)؛ وذلك لتبرهن للعام الجديد صدق مشاعر الناس إزاء العام الجديد ، ثم حتى لا يبقى له اية حجّة قد يذكر من خلالها هذه المشاعر..

فهد ابو خضرة:
هو يخاطب العام الجديد وكأنه المسيح عليه السلام، وهذا مؤشر على أن الشاعر يرى به المخلّص كما هي وظيفة المسيح عليه السلام.

+ فهد أبو خضرة، ومن خلال قصيدته يتبين لنا أنه نظم قصيدته بعد ليلة رأس السنة، وبعد مجيء العام الجديد، بدليل قوله: سهرنا أمس في شوق.. بينما نجد فدوى طوقان  تنظم قصيدتها ليلة استقبال العام الجديد، كقولها:- ما الذي تحمله من أجلنا؟ ماذا لديك؟....

+ الشاعران استخدما الفاظاً مستمدة من الأجواء الدينية (الاسلام والمسيحية): - صلاة، قرابين، نور، محرابك القدسي، مسيحنا.. الخ.
+ استخدام حروف العطف، والتي يساعد ذلك على تواصل القصيدة، وترابط موضوعاتها ...

+ فدوى طوقان تركز على استخدام الأفعال المضارعة، وهذا بدوره يشير إلى أن الشاعرة تستقبل العام الجديد في الوقت الذي يظهر فيه، ثم للإشارة الى حاضر وواقع الناس من جهة، وما سيؤديه العام من تحقيق لاماني الشاعرة والناس .

+ فهد ابو خضرة يستخدم الافعال الماضية بكثرة، وهذا دليل على انه نظم القصيدة بعد مجيء العام الجديد من جهة ومن جهة اخرى يشير الى الوضع الذي وصل اليه الناس ، فالماضي مؤلم وحزين ...

+ الشاعران يستخدمان الصيغ الدالة على الامر (أفعال الامر)، مثل: تعال، امح، اعطنا -فعل امر + كفانا – اسم فعل امر ...الخ.
+ في القصيدتين يظهر الاسلوب الانشائي كالنداء، والاستفهام، استخدام افعال الامر..

+ الشاعران ركّزا على وصف العالم المعاش بـ:
- عالم منهار + دنيا جديبة – فدوى طوقان.
- عالم يقوم على الشهوة + القسوة + الاطماع + عالم سهران ( تعبان).
- عالم مبني على الشّك والظلام والدّم...

+ فدوى اكثرت من الاستعارات البلاغية : في يدينا اشواق + في مآقينا تسابيح + اغانينا ستحضّر وتزهر + نجتني انتصارات الحياة..

+ فهد ابو خضرة استخدم الوان بلاغية مثل:
- الكناية: الريحان كناية عن الخير، ليبصر دربه كناية عن الطريق الصحيح.
- الاستعارات مثل: داعبنا امامنيا + وخلِّ الشمس تغسله + تعال افتح ..