دراسة وشرح وتحليل قصيدة عاشق من أفريقيا لمحمد الفيتوري.. الخصائص الأسلوبية



المضمون: 
يعلن الشاعر بداية أن كل ما يملكه هو صناعة الكلام (قول الشعر) ليس له سيف عادي يحمله كفارس في ساحات النضال والمعركة، وليس معه سلطان (حاكم) يستطيع من خلاله أن يخط به مصائر الشعوب والأمم، وليس هو ممن قد وظف من نفسه مداحا للحكماء والأمراء والملوك ليتكسب بشعره رضاهم، وليس هو كذالك ممن ينافق لملك هو عنده كالصنم.

إن كل ما يملكه الشاعر إذا صناعة الكلام وحمل القلم، وكل ما يملكه من ثورة هو الشعور والنغم (الشعر الصادق المعبر عن عواطفه بأمانة وإخلاص) هو يعيش في غربة عن إفريقيا، لذالك هو يشعر بالعذاب لبعده عنها، وهو متشرد ضائع، تعب كلما امتدت به الغربة والبعد عن إفريقيا.

يقول الشاعر انه حين راح يغني فقد غنى لقارة إفريقيا وجسّدها بطفلة فيها البراءة والجمال، فيها الشموخ والعزة.

إن فكره مشغول بإفريقيا، فهو مهموم وحزين جدا حتى انه ينزل الدموع الغزيرة من عينيه البريئتين لإفريقيا.

هو لا ينتظر من هذا الغناء لإفريقيا الوسامة أو الوشاحة أو الذهب كتقدير له على قول هذا الشعر، بل هو الحب الصادق والشعور الصادق كذلك بقارته؛ هي رائعة الجراح، وهي قبة الأفق، الرياح عرشها وكذلك الجبال والسحب.

يعود الشاعر إلى ما ابتدأ به قصيدته ليؤكد على أن صناعته الكلام وما قاله في أفريقيا يقتصر على بقايا مقطع قصير يردده ويعزفه على خجل واستحياء على ورقه الذي يكتب عليه.

الخصائص الأسلوبية:
1- تتبع هذه القصيدة لشعر التفعيلة، حيث جاء السطر الشعري كبديل عن البيت الشعري القديم المكون من الصدر والعجز؛ هذا السطر الشعري يطول ويقصر تبعا لنظام الوزن الجزئي الذي يتلاعب به الشاعر وفقا لاحتياجات القصيدة.

2- أسلوب التضمين والجريان، وهذا يظهر في اغلب أبيات القصيدة؛ وهذا من شانه أن يشير الشاعر إلى أن بصدد موضوع متكامل.

3- استخدام الصور الشعرية المكثفة، مثل: " لكنني منذ مشت عواصف الحين" – "وحينما غنيت".

4- أسلوب التشبيه، مثل: "مثل معادن البحار" - "مثل كنوز الأرض".

5- أسلوب الاستعارة، مثل: "صدرك يا رائعة الجراح".

6- التكرار بأشكاله المختلفة، مثل: تكرار اللازمة (صناعة الكلام)، تكرار الحرف (اللام)، تكرار الاسم (غربتي)، تكرار الفكرة (معاناة الشاعر في الغربة).