مدرسة نصيبين: مركزٌ للعلم والمعرفة في الشرق المسيحي.. تعليم اللاهوت والفلسفة والطب ونقل العلوم اليونانية إلى اللغة السريانية وشرحها وتفسيرها



نشأة مدرسة نصيبين:

تأسست مدرسة نصيبين عام 350 ميلادية في مدينة نصيبين (تقع حالياً في جنوب شرق تركيا) على يد مار يعقوب النصيبيني، أسقف المدينة آنذاك. نشأت المدرسة على غرار مدرسة الرها، التي كانت مركزاً هاماً للدراسات اللاهوتية والفلسفية في الشرق المسيحي، لكن بعد سقوط الرها بيد الساسانيين، انتقل العديد من علماءها وطلابها إلى نصيبين، مما ساهم في ازدهارها وارتفاع شأنها.

مناهج الدراسة:

ركزت مدرسة نصيبين على تعليم اللاهوت والفلسفة والطب، مستخدمةً اللغة السريانية كلغة أساسية للتعليم. كما اهتمت المدرسة بنقل العلوم اليونانية إلى اللغة السريانية، وشرحها وتفسيرها.

أهم الشخصيات:

ارتبط اسم مدرسة نصيبين بالعديد من الشخصيات البارزة في تاريخ الكنيسة السريانية، مثل:
  • مار أفرام السرياني: لقب بـ "مُعلم الكنيسة السريانية" لِما له من أثر كبير على الفكر اللاهوتي والفلسفي في عصره.
  • نرساي: لاهوتي وفيلسوف سرياني، اشتهر بأعماله في اللاهوت والأخلاق.
  • إيبراهيم النصيبيني: عالم لاهوت وفيلسوف، اشتهر بكتاباته في المنطق والطبيعيات.

تأثير المدرسة:

لعبت مدرسة نصيبين دورًا هاماً في نشر العلم والمعرفة في الشرق المسيحي، حيث تخرج منها العديد من العلماء واللاهوتيين الذين ساهموا في نهضة الكنيسة السريانية. كما ساعدت المدرسة في الحفاظ على الثقافة السريانية ونقلها إلى الأجيال القادمة.

إغلاق المدرسة:

أُغلقت مدرسة نصيبين عام 489 ميلادية بأمر من الإمبراطور البيزنطي زينون، لأسباب سياسية ودينية.

أهمية مدرسة نصيبين:

تعتبر مدرسة نصيبين من أهم المؤسسات التعليمية في تاريخ الكنيسة السريانية، ولها تأثير كبير على الفكر اللاهوتي والفلسفي في الشرق المسيحي.