مصر تحت احتلال نابليون.. سرقة أموال المماليك ونهب قصورهم. فرض الضرائب على المصريين على المولود والميت والمعاملات الرسمية



فرض نابليون وجلادوه الضرائب في مصر.
وينقل الجبرتي في تاريخه صوراً لما صنعه الفرنسيون فيقول: "دخل الافرنج (الفرنسيون) المدينة كالسيل، ومروا في الأزقة والشوارع لايجدون لهم ممانع، كأنهم الشياطين أو جند إبليس، وهدموا ما وجدوه من المتاريس.. ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفوقوا (أي قاءوا) بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهّارات، وهشموا خزائن الطلبة والمجاورين والكتبة، ونهبوا ما وجدوه من المتاع والأواني والقصاع والودائع والمخبآت بالدواليب والخزانات، ودشتوا الكتب والمصاحف، وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها. وأحدثوا فيه وتغوطوا، وبالوا وتمخطوا، وشربوا الشراب وكسروا أوانيه".

وفرض نابليون الضرائب على المصريين فكان لكل شيء ضريبة، فعلى المولود ضريبة، وعلى الميت ضريبة، وكل ما كان بينهما من معاملات رسمية عليها ضرائب.

كما تحدث الجبرتي عن سرقة أموال المماليك ونهب قصورهم وبيع الأمان لمن بقى من نسائهم بأعلى الأثمان، وكان منهن من اشترت الأمان مرات ومرات، ولما كثر سطو الفرنسيين على المتاع والدواب اشترى بعضهم الأمان لدوابهم وثيرانهم.

وقد طلب نابليون من أعضاء الديوان الذي شكله من المصريين ليحكم من ورائه طلب منهم أن يجمعوا له سلفة من التجار تبلغ 500 ألف ريال، دفعها التجار بالقوة، ثم ما لبث بعد يومين فقط أن طلب مبالغ أخرى يعجز عنها هؤلاء المساكين ففعلوا الأفاعيل وسرقوا ما في الدكاكين والبيوت.