شرح وتحليل قصيدة (الناس في بلادي) لصلاح عبد الصبور.. الخصائص الفنية للشعر الحر



شرح وتحليل قصيدة (الناس في بلادي) لصلاح عبد الصبور:

الناس في بلادي جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء، في ذؤابة الشجر
وضحكهم يئز كاللهيب في الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب
ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون
لكنهم بشر
وطيبون حين يملكون قبضتي نقود
ومؤمنون بالقدر
وعند باب قريتي يجلس عمي (مصطفى)
وهو يحب المصطفى
وهو يقضي ساعة بين الأصيل والمساء
وحوله الرجال واجمون
يحكي لهم حكاية … تجربة الحياة
حكاية تثير في النفوس لوعة العدم
وتجعل الرجال ينشجون
ويطرقون
يحدّقون في السكون
في لجة الرعب العميق والفراغ والسكون
(ما غاية الأنس من أتعابه، ما غاية الحياة)

‌أ- يورد الشاعر عدة صور للناس في بلاده، اشرح ثلاثا منها مبينا قصد الشاعر في كل صورة.


يصف صلاح عبد الصبور الناس في بلاده وبالذات أهل الريف وما يلاقونه من فقر مدقع يجعلهم يتخلون عن القيم والدين فهم جارحون كالصقور، أي انهم مستعدون للقتل والسرقة وغناءهم هياج وأصوات هائلة وضحكهم أشبه بصوت النار المرعبة وخطواتهم ثقيلة تكاد تغوص في الأرض فالأوصاف هنا قاسية وهي سلبية قصد الشاعر منها أن يذكر الحكام والمسوؤلين بسكان الريف ومعاناتهم لكي يهتموا بمصير هؤلاء الناس فيحاولون رفع مستوى دخلهم من خلال تأمين العمل للناس وبعد المقدمة الجارحة يتراجع الشاعر ويقول لكنهم طيبون عندما يملكون قبضتي نقود.

ب- ماذا نسمي هذا النوع من الشعر، اذكر ميزتين فنيتين بالشكل والأسلوب واشرحهما واعط مثالا واحدا لكل منهما.

هذا الشعر حر أو ما يسمى بشعر التفعيلة بحيث يحافظ الشاعر على نوع التفعيلة ولكنه لا يتقيد بعددها في كل بيت ولا يتقيد بالقافية والبيت عبارة عن شطر واحد وليس مثل الشعر العامودي الذي يقسم فيه البيت إلى صدر وعجز.

أما المميزات فهي:
  • استعمال أساليب السخرية لمصير فلان الذي بنى واعتلى وامتلك أربعين غرفة من الذهب لكن غناه لم يمنع عزرائيل أن يقبض روحه ليس مباشرة وانما من خلال عصا حيث تدحرجت روح ذلك الرجل في الجحيم.
  • استعمال الأقواس مثل "يا أيها الإله كم أنت قاس موحش يا أيها الإله" استعملها حتى يؤدي دور التعليق أي "كان كوخه من اللب" أي أنّ عمي مصطفى كان رجلا فقيرا.
  • التكرار وخاصة مثل يا أيها الإله حيث تكررت وهذا تأثير الدين في النفس البشرية.