موسى بن ميمون.. كاهن الطائفة اليهودية في مصر وطبيب السلطان المصري. النسر الكبير أعظم إنسان بعد موسى النبي



موسى بن ميمون
הרמב"ם
وهو الكاهن "משה בן מימון" من كبار كهنة الشعب اليهودي وعلمائه.

فقد وُلِد في اسبانيا في القرن الثاني عشر ومن هناك هاجرت عائلته إلى شمال أفريقيا، إسرائيل ومصرحيث توفي هناك.

في مصر فقد عمِل في منصب كاهن الطائفة اليهودية وكطبيب السلطان المصري.
لقد شَمِلت شخصيته أوجها دينية عُظمى ومعرفة طبية كبيرة, وأيضاً رؤية فلسفية واسعة. من كتبه:

- "משנה תורה - הי"ד החזקה" وهو كتاب لتفسير التوراه.
- "מורה נבוכים" وهو كتاب في الفلسفة.

لقد لُقِب بالنسر الكبير وذلك لعظمته؟, إذ قيل فيه "ממשה ועד למשה לא קם כמשה" أي أنه أعظم إنسان بعد موسى النبي.

كان لنشأة ابن ميمون في بيئة إسلامية مزدهرة فكريًّا ومتسامحة دينيًّا، أكبر الأثر على فكره وكتاباته الدينية والفلسفية مثله في ذلك مثل بقية أقرانه من العلماء والمفكرين ورجال الدين اليهود الذين نشئوا في ظل الحضارة الإسلامية، لدرجة أن البعض وصف ابن ميمون بأنه فيلسوف إسلامي وليس يهوديًّا، فالدارس للثقافة الإسلامية حين يقرأ كتابه “دلالة الحائرين” يرى أن ابن ميمون حتى في مناقشاته لنصوص التوراة، إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية.

في هذا الصدد يقول الباحث اليهودي إسرائيل ولفنسون، ما نصه: (ولسنا نعلم رجلاً آخر من أبناء جلدتنا غير ابن ميمون قد تأثر بالحضارة الإسلامية تأثرًا بالغ الحد حتى بدت آثاره وظهرت صبغته في مدوناته من مصنفات كبيرة ورسائل صغيرة).

فقد أخذ ابن ميمون العلم على أيدي ثلاثة من أبرز العلماء المسلمين في عصره، وهم ابن الأفلح، وابن الصائغ، وابن رشد، حين عكف – كما يذكر ابن ميمون نفسه – على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة 13 سنة، وهو ما تجلى في تأثره بفكر ابن رشد تحديدًا لاسيما في كتابه “دلالة الحائرين”.
كما كان معجبًا ومتأثرًا جدًّا بالفارابي، ورأى أن كتبه في المنطق هي الأرقى والأفضل.

ويظهر في كتابه دلالة الحائرين اقتباسه الكثير من الكلمات العربية والإسلامية التي مصدرها القرآن الكريم، والمؤلفات الفقهية الإسلامية لا سيما ما يتعلق بقصة الخلق وما يعرف بغوامض العلم الإلهي، فقد وضعه على غرار بعض المؤلفات الفلسفية الإسلامية التي هدفت للتوفيق بين الفلسفة والشريعة؛ ليؤكد بعض الآراء الدينية؛ إذ حاول تعريف اليهود بأصول دينهم وإعادة إحيائها مرة أخرى، لكن على نسق إسلامي، بشكل يتوافق مع الفكر الفلسفي الذي كان سائدًا خلال العصر الوسيط.

وتجلى تأثر ابن ميمون بالفكر الإسلامي أيضًا في هذا الكتاب، في رفضه التفسير الحرفي لنصوص التوراة، ودعوته إلى إعمال العقل فيها وإعادة تفسير المعاني ما وراء النص، إضافة إلى تأويله بعض النصوص ووضعه تفسيرًا عقليًّا وفسلفيًّا لها، ولهذا يعتبره اليهود واضع أساس التفسير العقلي لليهود على أسس إسلامية.