قاضي المظالم.. إنصاف الناس وتحقيق العدل في الدولة على أسس الشريعة الاسلامية بعد اتساع الدولة وكثرة القضايا والتعقدات فيها



- لم يجلس للمظالم من الخلفاء الراشدين إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولكنه لم يخصص يوما لسماع الظلامات, بل كان ينظر في شكاية كل من يدخل عليه من المتظلمين ويسعى الى انصافه واصدار حكم عادل.
- وكان الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان أول من جلس من الخلفاء للنطر في ظلامات الناس, وقد خصّص يوما لذلك, واذا استعصى عليه أمر أو مشكلة رده الى قاضيه ابن ادريس الأسديّ. - فكان عبد الملك بمثابة الآمر - وابن ادرسي المباشر في الحكم. ثمّ ازداد ظلم الولاة في بعض ولايات الدولة الأموية. فكان عمر بن عبد العزيز أوّل من جلس بنفسه للنظر في المظالم.
- ثمّ جلس لها من خلفاء بني العباس جماعة أولهم الخليفة المهديّ ثمّ الهادي, ثمّ هارون الرشيد وابنه المأمون, وكانوا ينظرون طويلا في القضايا ويحلونها على الوجه الصحيح. وما يميز العصر العباسيّ أنّ فيه تمّ تأسيس ديوان المظالم الذي يعتبر بعيون المؤرخين بمثابة هيئة تحكيم عليا أو محكمة استئناف يمكن للمتخاصمين أن يلجأوا اليها اذا ما أرادوا الطعن في حكم أصدره القاضي, أي انّ هذه المحكمة هي درجة أعلى من المحكمة العادية التي يصدر القاضي الشرعيّ أحكامه من خلالها.
- أما الدواعي الأساسية لانشاء مثل هذه الوظيفة فهي اتساع الدولة وكثرة القضايا والتعقدات فيها واستعلال الولاة في بعض الفترات ضعف الخلفاء والهيئات الادارية العليا, فكانوا يجورون على الناس ولا ينصفونهم. كل هذه الظروف والأسباب دفعت الدولة في انشاء ديوان لظلامات الناس لتنصفهم وتحقق العدل في الدولة على أسس الشريعة الاسلامية.