التنويع في الزمن في رواية اللص والكلاب: تحليل مقطع سعيد مهران



التنويع في الزمن في رواية اللص والكلاب:

يقول سعيد مهران:
"..تخلقني ثم ترتد، تغيّر بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي كي أجد نفسي ضائعا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل! خيانة لئيمة لو اندك المقطم عليها دكا ما شفيت نفسي. ترى أتقر بخيانتك ولو بينك وبين نفسك أم خدعتها كما تحاول خداع الآخرة؟ ألا يستيقظ ضميرك ولو في الظلام؟..
أتدفع بي إلى السجن وتثب أنت إلى قصر الأنوار والمرايا؟ أنسيت أقوالك المأثورة عن القصور والأكواخ؟ أما أنا فلا أنسى!"

تحليل مقطع سعيد مهران:

في المقطع المُقتبس من رواية "اللص والكلاب" للكاتب نجيب محفوظ، يُخاطب سعيد مهران شخصًا يُشير إليه بـ "أنت"، ويُعبّر عن شعوره بالخيانة والظلم من قِبله. يُمكن تحليل هذا المقطع من خلال النقاط التالية:

المخاطب:

  • من هو؟ من خلال قراءة رواية "اللص والكلاب" بشكل كامل، يتضح أن "أنت" يُشير إلى رؤوف علوان، صديق سعيد في طفولته وشبابه.
  • طبيعة العلاقة: كانت العلاقة بين سعيد ورؤوف في البداية صداقة قوية، حيث تأثر سعيد بشخصية رؤوف وأفكاره، خاصةً فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية والتمرد على الظلم.
  • تطور العلاقة: تغيّرت العلاقة بينهما بشكل كبير بعد مرور الوقت، حيث تخلى رؤوف عن مبادئه وأصبح شخصًا ماديًا يُؤمن بالثراء والسلطة، بينما ظلّ سعيد مُتمسكًا بأفكاره القديمة عن العدالة والمساواة.

التنويع في الزمن:

  • الزمن الماضي: يتذكر سعيد أيام كان رؤوف طالباً في الجامعة، حيث كان يُنادي بالعدالة الاجتماعية ويشجع سعيد على التمرد على الظلم.
  • الزمن الحاضر: يعيش سعيد حالة من اليأس والإحباط بعد خروجه من السجن، حيث يرى رؤوف قد أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا عن الشخص الذي كان يعرفه.
  • الزمن المستقبلي: يتساءل سعيد عن مستقبل علاقته برؤوف، وعن إمكانية عودته إلى مبادئه القديمة.

أهمية التنويع في الزمن:

  • خلق شعور بالتوتر: يُساعد التنويع في الزمن على خلق شعور بالتوتر والترقب لدى القارئ، حيث يجعله يتساءل عن ما سيحدث لسعيد في المستقبل.
  • تعميق فهم الشخصية: يُساعد التنويع في الزمن على فهم شخصية سعيد بشكل أفضل، حيث يُظهر لنا كيف تأثرت أفكاره وسلوكه بتجاربه في الماضي.
  • إثراء السرد: يُضفي التنويع في الزمن ثراءً على السرد ويجعله أكثر تشويقًا وجذبًا للقارئ.

الخلاصة:

يُعدّ التنويع في الزمن عنصرًا هامًا في رواية "اللص والكلاب"، حيث يُساعد على خلق شعور بالتوتر وتعميق فهم الشخصية وإثراء السرد. في المقطع المُقتبس من الرواية، يُستخدم التنويع في الزمن لِإظهار التناقض بين الماضي والحاضر، ولِإبراز شعور سعيد بالخيانة والظلم من قِبل رؤوف.