المنطقة الشرقية في إقليم شبه الجزيرة العربية.. تكوين الساق وتبوك والوسيع في منطقة الرياض وتكوين المنجور والبياض وكربوناتية تشمل تكوينات أم الرضمة والدمام



المنطقة الشرقية في إقليم شبه الجزيرة العربية هي المنطقة التي تقع إلى الشرق من الدرع العربي وتتميز من الوجهة الهيدروجيولوجية بأنظمتها المائية الإقليمية ذات الامتداد الواسع وهي عبارة عن نظامين الأول يتمثل بالطبقات الرملية القارية ومن التكوينات المعروفة بتكوين الساق وتبوك والوسيع في منطقة الرياض وتكوين المنجور والبياض أما النظام الثاني فيتمثل بمجموعة كربوناتية تشمل تكوينات أم الرضمة والدمام.

يعتبر تكوين الساق (الكامبري) من أهم المستويات المائية التي تتضمنها مجموعة الصخور الرملية القارية ويمتد على مساحة  1200كم على محاذاة الدرع العربي اعتبارا من الأراضي الأردنية شمالاً وباتجاه أراضي المملكة العربية السعودية شرقاً وجنوباً، حيث تبلغ مساحة تكشفاته  65,000كم2.

يتألف هذا الحوض من الأحجار الرملية المتجانسة ويمتاز بوفرة مياهه وعذوبتها، حيث وصلت إنتاجية الآبار المحصورة إلى أكثر من 100لتر/ الثانية بعضها ارتوازية (تدفقية) ترتفع مياهها أحياناً إلى حوالي 120متراً فوق سطح الأرض في منطقة القصيم.

تقدر سماكة التكوين بحوالي  600متراً وتتراوح أعماق الآبار ما بين 150-1,500 متراً ومياهه جيدة تتراوح ملوحتها ما بين 0.50-1.5غ/ لتر يقابل هذا التكوين الذي ينتشر أساساً في الشمال تكوين الوجيد الذي يتواجد في الأجزاء الجنوبية من المملكة العربية السعودية  ويعود للكامبري والأوردوفيس وتتراوح سماكته ما بين 400- 430 متراً.

ومياه هذا التكوين عذبة وآباره عادة متدفقة وتتراوح تصاريفها ما بين 5-40 لتر/الثانية وقد تصل إلى  80لتر/ الثانية وتتراوح ملوحة مياهه ما بين 0.7-1غ/ لتر أما مستوى المياه الجوفية فتكون غالباً ما بين 90-100متر ودرجة حرارة مياهه ما بين 29-55درجة مئوية.

يعقب تكوين الساق تكوين تبوك (أوردوفيس- ديفوني) ويتكون من الأحجار الرملية ويشابه الساق في معظم خصائصه الهيدروجيولوجية وتمتد تكشفاته من جنوب الأردن إلى جنوب القضيم في المملكة العربية السعودية وتصل سماكته إلى 1070 متراً في بلدة تبوك.

أما مجموعة الصخور الرملية العائدة للحقب الثاني فتحتوي على ثلاثة مستويات مائية هامة هي تكوين المنجور (الكريتاس العلوي) وتكوين البياض (الكريتاس الأسفل) وتكوين الوسيع (الكريتاس الأوسط) وتتكشف هذه المستويات في أواسط الجزيرة العربية وفي مساحات محـدودة نسبياً.
يبلـغ متوسط سماكـة تكـوين المنجور 360 متراً ويتواجد على أعماق 1200-1400 متراً.

يتكون المنجور أساساً من الأحجار الرملية ومياهه في بعض الأحيان تدفقية وآباره تنتج 40-55 لتر/الثانية في منطقة الرياض ونوعية المياه تتراوح ما بين 0.4-1.2غ/لتر وقد تصل إلى 5.8غ/ لتر بالقرب من الهوار (عمان، 1983).

أما تكوين البياض والوسيع فيشكلان وحدة هيدروجيولوجية رملية قارية المنشأ في مناطق التكشف وتبلغ أقصى سماكة للتكوين  625 متراً في الجنوب وتتناقص بإتجاه الشمال وهو تكوين مرتفع الإنتاجية تصل تصاريف آباره إلى 40 لتر/ الثانية وتتراوح ملوحته ما بين 1.5و6غ/ لتر.

أما تكوين الوسيع فتبلغ سماكته 200 متر وتتراوح إنتاجية آباره ما بين  60-50لتراً/ الثانية ومستوى الماء الساكن 185متراً تحت سطح الأرض وينتج الوسيع في منطقة الهفوف ما بين 130-170لتر/الثانية ويعطي مياه متدفقة.

تعتبر تكوينات الساق وتبوك والوجيد والمنجور من الطبقات المائية التي ليس لها نظام هيدروديناميكي واضح المعالم كما وأن مناطق صرفها غير معروفة ومواردها غير متجددة إلا بمقدار ضئيل.

حركة مياه تكوين الوسيع والبياض تتجه من أواسط شبه الجزيرة العربية شرقاً وشمالاً باتجاه سواحل الكويت وقطر والبحرين، وفي منطقة الربع الخالي فتتجه حركة المياه الجوفية نحو دولة الإمارات العربية المتحدة وتتم تغذية مياه التكوينين عن طريق رشح مياه الأمطار ومياه الوديان كما تصرف مياه الوسيع والبياض في الخليج العربي والسبخات المنتشرة على سواحل الخليج.

تعود مجموعة الصخور الكربوناتية إلى الحقبين الثاني والثالث وتحتوي على العديد من المستويات المائية أهمها تكوين أم الرضمة (الباليوسين) وتكوين الدمام (الأيوسين).

يتمتع تكوين أم الرضمة بأهمية هيدروجيولوجية بالغة ويمتد على مساحات واسعة من الإقليم ويتكشف في ظفار وحضرموت وشرق اليمن ثم يختفي تحت رمال الربع الخالي والمناطق الشرقية والشمالية الشرقية من المملكة العربية السعودية وصحراء عمان وظفار ودولة الإمارات ويعود التكشف ثانية في العراق والأردن وسوريا.

تتكون أم الرضمة من الأحجار الجيرية والدولوميت ويحتوي على شقوق وتجاويف مما أدى إلى ارتفاع نسبة نفاذيته ويبلغ أقصى سمك له حوالي700متراً.

يتوقف إنتاج طبقة أم الرضمة على مدى تجانس الطبقة والشقوق الموجودة ودرجة الانحلال عبر هذه الشقوق حيث تتراوح إنتاجية الآبار ما بين 10و100لتر/ الثانية أما مستوى المياه فيرتفع إلى أكثر من 10أمتار فوق سطح الأرض وينخفض إلى عمق 112متراً في منطقة وادي المياه في المملكة العربية السعودية وبالقرب من مناطق التكشف نوعية المياه جيدة (أقل من 1غ/ لتر) وتسوء نوعيتها كلما اتجهنا شرقاً أو شمالاً (4-120غ/ لتر).

مياه أم الرضمة المضغوطة على اتصال هيدروليكي مع الطبقات التي تعلوها وهي تكوين الدمام والنوجين.
أما التغذية الجوفية فتتم عن طريق رشح مياه الأمطار والأودية ويتكشف تكوين الدمام في مناطق متفرقة حول الساحل وجنوب قطر وفي مناطق الربع الخالي وتمتد تكشفاته حتى العراق ويبلغ سمكه قرب الدمام 32.5 متر.

تتميز طبقة الدمام  بكونها تحتوي على شقوق تزيد من نفاذيتها وتضخ طبقة الخبر نحو 7-22 لتر/ الثانية من عمق 200- 300متر في منطقة الهفوف وتتراوح ملوحة مياه الدمام بين متوسطة وعالية وتبلغ في الغرب نحو 1غ/ لتر وتتجاوز 6غ/ لتر على طول المناطق الساحلية.

يستغل تكوين الدمام في المنطقة الشرقية من السعودية والبحرين استغلالا واسعاً لأغراض الزراعة والشرب وتشير الدراسات إلى وجود تغذية من رشح مياه الأمطار، شكل رقم (1-10).

أما التكوين الثالث ذو الأهمية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية فهو تكوين النيوجين وينقسم إلى ثلاثة طبقات هي: الهفوف (حصى وحجر رملي وغضار) وسمكه 30-100 متر، والدمام ويتكون من المارلي وسمكه 30-100 متر، والهيدرويك ويتألف من الحجر الكلسي  والكلسي الرملي ويبلغ سمكه حوالي 9 أمتار.

تبلغ سماكة تكوين النيوجين 120متر وقد تصل إلى 200 متر في وادي المياه ويعتبر من التكوينات عالية الإنتاجية ومعظم مياه العيون والآبار في الإحساء تتدفق من تشققات الصخور الكلسية وتتراوح تصاريف الآبار ما بين 10- 30لتراً/ الثانية وقد تصل إلى  50لتر/الثانية وطبقاته مضغوطة في الغالب وتتراوح تصاريف العيون في منطقة الهفوف ما بين 1700-3 لتر/ الثانية أما نوعية المياه فتتراوح ما بين 1-5غ/ لتر وتتغذى تكوينات النيوجين من الطبقة التحتية (تكوينات أم الرضمة والدمام) كما توجد تغذية مباشرة في حدود 328 مليون م3/ السنة.

هنالك أيضاً مجموعة الصخور الحطامية التي تعود إلى الرباعي في أسرة الوديان مثل وادي الدواسر ووادي السرحان على الحدود السعودية الأردنية ووادي حضرموت ووادي بنا في اليمن. تشكل الطبقات المنتشرة في هذه الأودية أهمية كبيرة في شطري اليمن لفقرها المائي.