شعرية المحكي المسرحي العربي في مسرحية "مهرجان المهابيل" لمحمد مسكين.. سردي يتم من خلاله تكييف بعض المكونات السردية مع النص المسرحي



إن مسرحية "مهرجان المهابيل" تبرز طموح محمد مسكين في إنشاء شعرية للمحكي المسرحي العربي.

تتجسد قاعدته في مفهوم "المتخيل"، وتتحدد بنيته في تشخيص مزدوج لصيغة "التضمين": تشخيص سردي يتم من خلاله تكييف بعض المكونات السردية مع النص المسرحي، وتشخيص درامي يخلص من خلاله النص لمكونات التمسرح.

ولشعرية المحكي المسرحي في "مهرجان المهابيل" بعد آخر يتصل بـ"إدراك الإدراك" الذي تحدث عنه مسكين في بيانه التنظيري.

من هنا، يمكن القول إن هذه المسرحية بقدر ما تحمل مؤشرات عمل يندرج ضمن ما يسمى بـ"الأشكال التأملية"، بقدر ما تضمر علامات تبرز أنها تتأمل ذاتها وواقعها في آن واحد.

فمحاكمة المتخيل هي، في النهاية، محاكمة واقع تخنق فيه الحريات وتصادر الحقوق (الحق في الخيال) وينخره الفساد السياسي والأخلاقي (رموزه هي شهريار، الغراب ودليلة) ولا يقيم اعتبارا للقيم الإنسانية الأصيلة (وأد العلاقة بين عدنان وشهرزاد).

إن شعرية المحكي المسرحي عند مسكين، إذن، هي شعرية مفتوحة على الواقع، منه تستلهم الحكايات، وعلى أساس تشابك وقائعه تقيم نسيجها النصي الذي يجعل هذه الحكايات تتناسل ويتضمن بعضها بعضا.