الإطار التأثري والإطار التناصي في نص "عطيل والخيل والبارود" لعبد الكريم برشيـد.. الاقتراب منهما منهجيا يقتضي الوعي بالحدود الفاصلة بين المقارنة والتفاعل النصي



واضح أن الفرق بين الإطار التأثري والإطار التناصي في نص "عطيل والخيل والبارود" لعبد الكريم برشيـد قائم بحكم طبيعة الرؤية المستحكمة في كل منهما.

لذا، فإن الاقتراب منهما منهجيا يقتضي الوعي بالحدود الفاصلة بين المقارنة والتفاعل النصي، "ذلك أن "التناص" لا "يقارن" بين نصوص عالجت موضوعات متشابهة، أو قامت فيما بينها علاقات تأثر وتأثير مثبتة.

فنحن نعرف أن عمل "الأدب المقارن" ينتظم على أساس مقارنة بين نصين: بين نص سابق التحقق تاريخيا، بوصفه النص الأول والأصل وفاعل التأثير في غيره، من جهة، وبين نص لاحق تاريخيا على الأول، بوصفه النص الثاني والنسخة والخاضع للتأثير بالتالي، من جهة ثانية...

أما "التناص" فإنه يتجنب، بل يقلب تماما هذا الأساس التفاضلي، اللازم في أية عملية "مقارنة"، مطلوبة أو مستترة، إذ إنه يسقط مبدأ المقارنة نفسه، ويجعل من النص المطلوب دراسته بنية بذاتها، وإن تتضمن في عناصرها وعلاقتها ما يشدها إلى نصوص واقعة قبلها وخارجها، والمواد هذه تتحقق في النص - أو يشير إليها تلميحا أو تصريحا - في تراكيب نحوية ودلالية، هي "الوقائع التناصية".

إن الوقائع التناصية تتخذ مظاهر أخرى مرتبطة بطبيعة النص المسرحي، ويتحكم فيها هنا سياق المعارضة Pastiche التي يقيمها نص "عطيل والخيل والبارود" في علاقته بنص "ست شخصيات تبحث عن مؤلف".