علاقة قبيلة نفوسة بالدولة الموحدية والامبراطورية العثمانية.. الاستقرار بالجبل والاكتفاء بالحفاظ على الاستقلال السياسي والمذهبي



بعد تشكيل الدولة الموحدية، استطاعوا ضم المنطقة الطرابلسية إلى نفوذهم.

إلا أن رغبة بنو غانية لاسترجاع المجد المرابطي وإعلانهم الثورة بتحالف مع إحدى بطون القبائل العربية النازحة إلى افريقيا وهي بنو دباب حول المجال الترابي لنفوسة إلى مسرح للعمليات أتت على الأخضر واليابس ودام اكثر من نصف قرن بداية من 580/1184.

وهو ما اضطر معه النفوسيين من الاستقرار نهائيا في موقعهم الحالي بالجبل والاكتفاء بالحفاظ على استقلالهم السياسي والمذهبي والرد على كل المحاولات الخارجية التي تستهدف ضمهم إلى منطقة نفوذها.

ولعل آخرها ثورة الشيخ غمة بن خليفة في أواسط القرن التاسع عشر ضد الأتراك بعد أن قاموا، وفي إطار سياستهم للحفاظ على سيطرتهم على برقة وطرابلس كورقة ضمن ما سمي آنذاك بالمسألة الشرقية ببسط الإدارة المباشرة على ليبيا بعد حكم القرامنلة.

إلا أن كل الأحداث التي شارك فيها الباشا في بداية القرن بدأ بتمثيليته للجبل الغربي في البرلمان العثماني ودفاعه عن انتماء المنطقة الطرابلسية رغم اختلاف الأسس المذهبية، إلى حين الإعلان عن الجمهورية الطرابلسية في سنة 1919 بعد التغيرات الجذرية التي عرفها المشهد السياسي التركي قد توحي بأن نفوسة، رغم احتفاظها بالاستقلال فيما يتعلق بتدبير شأنها الاجتماعي والمذهبي كانت تعترف بالشرعية السياسية للباب العالي.