أشهر دعاة وشخصيات الشيعة الزيدية.. زيد بن علي بن الحسين. محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي النفس الزكية. يحيى بن منصور بن حميد الدين



ترجع الشيعة الزيدية إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما المولود في عام 80هـ, الذي قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام حكم هشام بن عبد الملك, فقد دفعة أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا أنه لا يتبرأ من الشيخين أبو بكر وعمر ولا يلعنهما رضي الله عنهما, بل يترضى عنهما فاضطر إلى مقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس, حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته في عام 122 هـ رحمة الله عليه.
وقد تنقل زيد بن علي في البلاد الشامية والعراقية باحثا عن العلم أولاً, وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانياً, فقد كان تقياً ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً ملماً بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما تلقى الرواية عن أخيه الأكبر محمد  الباقر الذي يعد أحد الأئمة الإثنى عشر عند الشيعة الإمامية.
وكذلك أتصل زيد بن علي بواصل بن عطاء رأس المعتزلة في زمانه, وتدارس معه العلوم فتأثر به وبأفكاره التي انتقلت بعد ذلك إلى الفكر والمعتقد الشيعي الزيدي, وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ بين زيد وواصل, وهناك من يؤكد وقوع الاتصال ولكنه بدون تأثر في المعتقد, ونحن نقول الله أعلم بالصواب.
أما ابنه يحيى بن زيد, فقد خاض المعارك مع والده لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث لاحقته سيوف الأمويين فقُتل هناك في عام 125هـ.
خرج بعد ذلك محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي المعروف "بالنفس الزكية" بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان, وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور.
أما أحمد بن عيسى بن زيد حفيد مؤسس الزيدية فقد أقام بالعراق, وأخذ عن تلاميذ الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه فكان مما أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره.
كذلك من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم المرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما, والذي تشكلت له طائفة زيدية عُرفت باسم القاسمية, ثم جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الذي عُقدت له الإمامة في بلاداليمن فكان ممن حارب الشيعة الإسماعيلية القرامطة فيها, كما تشكلت فرقة زيدية عُرفت باسم الهادوية وقد انتشرت في اليمن والحجاز وما حولها.
كما ظهر للشيعة الزيدية, في بلاد الديلم وجيلان إمام يدعو إلى معتقد الشيعة الزيدية هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن الحسين بن علي رضي الله عنهما والذي كان يُلقب بالناصر الكبير.
كذلك من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة.
وكذلك من شخصياتهم البارزة مقاتل بن سليمان, ومحمد بن نصر, وأبو الفضل بن العميد, والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه.
وأستطاع الشيعة الزيدية في دولة اليمن استرداد السلطة من الأتراك العثمانيين حين قاد إمامهم يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك العثمانيين في عام 1322هـ وأسس دولة شيعية زيدية استمرت حتى عام 1962م, حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الشيعة الزيود, ولكن لا زالت دولة اليمن هي معقل الشيعة الزيود وفيها مركزهم وثقلهم.