ما هي مميزات الخلافة الراشدة؟.. سلطة الخليفة مقيدة بالعمل بما في كتاب الله وسنة رسوله وفي رضى الأمة مع تبيان منهجه في الحكم والسياسة



مميزات الخلافة الراشدة:

  • كان انتخاب الخلفاء الراشدين يتماشى مع الشورى الذي جاء بها القرآن والسنة النبوية. إذ أنّ الخلافة في العهد الراشديّ كانت حكومة ديمقراطية.
  • لم يحاول أحد من الخلفاء الراشدين أن يجعل الخلافة وراثية.
  • كان الخليفة عقب انتخابه يخطب في الناس مبينا لهم منهجه في الحكم والسياسة.
  • لم يكن الخليفة مقيدا برأي من يستشيرهم لكنه كان ينزل عند رأي المسلمين في كل أمر.
  • كانت سلطة الخليفة مقيدة بالعمل بما في كتاب الله وسنة رسوله وفي رضى الأمة.
  • أنّ بقاء الخليفة في منصبه غير مقيدة بمدة محدودة.

أولى دول الخلافة الإسلامية:

الخِلافةُ الرَّاشِدَة، أو الخِلافةُ الراشِدِيَّة، أو دولةُ الخُلَفاءِ الرَّاشِدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة 11هـ، المُوافق 7 يونيو سنة 632م، وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيًّا؛ فقد كان قائمًا على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية؛ فقد كان الحُكمُ فيها قائمًا على التوريث.

خلفاء من المبشرين بالجنة:

توالى على حكم الدولة أربعة خُلفاء من كِبار الصحابة، وجميعهم من العشرة المُبشرين بالجنَّة، وِفق المُعتقد الإسلامي السُنّي تحديدًا، وهم: أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالب، يُضاف إليهم الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي يعدّ البعض عهده القصير في الحكم مُتممًا لعهد الأربعة الذين سبقوه.

الزهد والتواضع:

اشتهر الخُلفاءُ الراشدون بالزُهد والتواضع، وعاشوا حياتهم دون أية أبَّهة وبشكلٍ مُماثل لباقي الناس، ويتَّفقُ عُلماء أهل السنَّة والجماعة أنَّهم أفضل حكَّام المُسلمين وأعدلهم، وأنَّهم كلَّهم سواسية ولا فضل لأحدٍ على آخر.

رأي اشيعة في الخلفاء الراشدين:

بينما ينقسم الشيعة حول هؤلاء الخلفاء إلى رأيين:

علي هو الأحق بالخلافة:

- الأول هو رأي الشيعة الاثنا عشريَّة والإسماعيليَّة الذين يعتبرون عليّ بن أبي طالب هو الأحقَّ بالخِلافة، وأنَّ النبي مُحمَّدًا أوصى له بها؛ فهي من حق أهل بيت مُحمَّدٍ فقط وقد اغتُصبت منهم، ولهذا فهم يتخذون موقفًا سلبيًّا من الراشدين الثلاثة الأوائل.

خِلافة المفضول مع وجود الأفضل:

- وأما الرأي الثاني فهو رأي الشيعة الزيديَّة القائل بخِلافة المفضول مع وجود الأفضل؛ أي إنَّ عليًّا أحقُ بالخِلافة لكنَّهم يقرّون بصحَّة خلافة أبي بكر وعُمر وعُثمان. كذلك ظهرت خِلال أواخر هذا العهد طوائف أخرى، بفعل الانقسام الذي حصل بين المُسلمين؛ منها من بالغ في حب عليّ بن أبي طالب، ومنها من بالغ في كرهه.

اتساع الدولة في عهد الخلافة الراشدة:

بلغت الخِلافةُ الرَّاشِدة أوج اتساعها خلال عهد الخليفة الثالث عُثمانَ بنِ عفَّان؛ فامتدت أراضيها من شبه الجزيرة العربيَّة إلى الشام فالقوقاز شمالًا، ومن مصر إلى تونس غربًا، ومن الهضبة الإيرانيَّة إلى آسيا الوسطى شرقًا، وبهذا تكون الدولة قد استوعبت أراضي الإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة كافَّة، وحوالي ثُلثيْ أراضي الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة.

وقد وقعت أغلب الفتوحات الإسلاميَّة في عهد الخليفة الثاني عُمر بن الخطَّاب، وأخذت القبائل العربيَّة تتوطن في البلاد الجديدة، وتعمل على نشر الإسلام بين أهلها، فأصابت في ذلك نجاحًا كبيرًا؛ حيث اعتنقت الأغلبيَّة الساحقة من أهالي تلك البلدان الإسلام خلال السنوات اللاحقة.

وقد برز في عهد الخِلافة الراشدة أسماء عدد من القادة العسكريين الذين احتلّوا منذ ذلك الحين مكانةً مرموقة في عالم الفاتحين التاريخيّين؛ منهم: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقَّاص.

التفاعل مع الشعوب المفتوحة:

وكان اتساع الدولة سببًا في جعل العرب يقتبسون لأوَّل مرَّة النظم الإداريَّة الأجنبيَّة؛ فاتبعوا التنظيمات والتقسيمات الإداريَّة البيزنطيَّة والفارسيَّة، وأبقوا على بعضها كما هو، وأدخلوا تعديلاتٍ على أخرى حتى تتناسب مع الظروف المُعاصرة.

أخذت المشاكل تدبُّ في جسم دولة الخِلافة الراشدة خلال عهد عُثمان بن عفَّان، عندما وقع الانقسام بين المُسلمين لأوَّل مرَّة ممَّا أدّى إلى مقتل عثمان، وتفاقمت المشاكل لاحقًا في عهد علي بن أبي طالب.

نهاية العهد الراشِدي:

وقد انتهى العهد الراشِدي واقعيًّا بعدما تحاكم عليّ ومُعاوية بن أبي سُفيان، بعد رفع المصاحف في معركة صفين؛ فانقسمت الدولة على إقليمين، أحدهما خاضعٌ لعليّ والآخر لمُعاوية، وانتهت تمامًا بعد أن تنازل الحسن بن علي عن الخِلافة لمُعاوية في عام الجماعة، حقنًا لدماء المُسلمين، وبعد وفاة الحسن ثبَّت مُعاوية الحكم في البيت الأموي وجعلها وراثيَّة؛ فكان بذلك المؤسس للدولة الإسلاميَّة الثانية (الدولة الأموية).