المقارنة بين انطباق الفكر مع نفسه وانطباق الفكر مع الواقع.. انطباق الفكر مع نفسه وانطباق الفكر مع الواقع لا يعني وجود انفصال تام بينما



المقارنة بين انطباق الفكر مع نفسه وانطباق الفكر مع الواقع:

نص الموضوع:
قارن بين انطباق الفكر مع نفسه وبين انطباق الفكر مع الواقع؟

أ- طرح المشكلة: 
ظهر المنطق قديما واهتم بتحديد شروط التفكير الصحيح لذلك وجد منطق صوري اهتم بانطباق الفكر مع نفسه وآخر يهتم بانطباق الفكر مع الواقع فيحق لنا التساؤل ما الفرق الموجود بين المجالين؟

ب- محاولة حل المشكلة: 
1- مواطن الاختلاف: 
- انطباق الفكر مع نفسه، منطق صوري خالص يهتم بالتفكير و وصورانيته بدأ مع الفيلسوف اليوناني أرسطو، أما انطباق الفكر مع الواقع منطق مادي يهتم بالواقع أي الظواهر الطبيعية حدده طريقته الفيلسوف الانجليزي فرنسيس بيكون.

- انطباق الفكر مع نفسه يتمثل في الاستنباط (الاستدلال المباشر) والقياس (الاستدلال الغير مباشر) أما انطباق الفكر مع الواقع يمثل الاستدلال الغير مباشر مثل الاستقراء.

- نتائج انطباق الفكر مع نفسه يقينية لأنه يعتمد على اللزوم المنطقي الموجود بين النتائج و المقدمات، أما نتائج انطباق الفكر مع الواقع احتمالية. لأن صدقهما يعود إلى الظاهرة الواقعية التي تتسم بالتغير.

- انطباق الفكر مع نفسه يعتمد على مبادئ عقلية مثل مبدأ الهوية و ما ينجم عنه كمبدأ عدم التناقض و الثالث المرفوع. أما انطباق الفكر مع الواقع فإنه يعتمد على مبادئ عقلية مثل مبدأ السببية و ما ينجم عنه بمبدأ اطراد الظواهر و مبدأ الحتمية.

2- مواطن التشابه:
- كل من انطباق الفكر مع نفسه ومع الواقع يبحثان في شروط التفكير الصحيح و المنطقي.
- كلاهما يعتمد على مبادئ عقلية و يحترمها.

3- طبيعة العلاقة بينهما: (مواطن التداخل) 
انطباق الفكر مع الواقع لا يمكنه أن يستغني علن انطباق الفكر مع نفسه لأن الاستقراء يحتاج إلى القياس أحيانا كما أنه مهما اهتم انطباق الفكر مع الواقع بالمبادئ العقلية مثل السببية فإن هذا لا يعني أنه لا يحترم مبدأ الهوية بل يعتبره مبدأ المبادئ.

حل المشكلة: 
نستنتج من كل النقاط التي عرضت في عملية التحليل سابقا أن كل الاختلافات التي توجد بين انطباق الفكر مع نفسه وانطباق الفكر مع الواقع لا يعني وجود انفصال تام و كامل بل العلاقة بينهما متواجدة و متمثلة في تكامل نوعين من المنطق واحد منهما يهتم بالشروط الصورية للفكر و الآخر يهتم بالشروط المادية للفكر.