ثنائية اللغة والكلام عند دوسوسير.. النظام اللغوي مجموعة من الفوارق الصوتية المتآلفة مع مجموعة أخرى من الفوارق الفكرية



ثنائية اللغة/ والكلام تعني أن (اللغة) حصيلة اجتماعية، ومجموعة من المصطلحات الضرورية التي تتخذها الهيئة الاجتماعية لإتاحة الفرصة أمام الأفراد للتواصل بينهم، بينما (الكلام) فردي.
والمحور (الثابت) في اللغة هو المحور الوصفي. أما المحور (المتطور) فهو المحور التاريخي الزمني.
والأول يتناول جميع المظاهر التي تتصل بأوضاع النظم اللغوية من الوجهة الوصفية، بينما يتناول المحور الثاني عوامل وأشكال التطور التاريخية المختلفة.
ويقارن سوسير اللغة بلعبة الشطرنج، فعندما ندرس انتقال لعبة الشطرنج من إيران إلى أوربا فإن هذا يعتبر شيئاً خارجياً (التاريخي).
أما عندما ندرس نظام لعبة الشطرنج وقوانينه فإننا عندئذ نكون أمام عناصره الداخلية (الوصفي).
وأما العلاقات السياقية فتقوم بين الكلمات في تسلسلها، معتمدة على خاصية اللغة الزمنية كخط مستقيم، تتابع فيه العناصر بعضها بعضاً، وتتآلف في سلسلة الكلام (مثل الله أكبر، الحياة الإنسانية، الطقس جميل).
فإذا أخذنا أي كلمة من هذه السلسلة السياقية لوجدنا أنها تثير كلمات أخرى بالتداعي والإيحاء: فكلمة تعليم مثلاً تتوارد معها على الذهن كلمات أخرى مثل: تربية، ومعلم، وعلم، ومدرسة... الخ.
وهذه التوافقات لا تعتمد على الامتداد الخفي، وإنما على الذهن، فهي (إيحائية).
وأما النظام اللغوي فهو ليس سوى مجموعة من الفوارق الصوتية المتآلفة مع مجموعة أخرى من الفوارق الفكرية.
وهذه المقابلة بين عدد من الرموز السمعية وعدد آخر من الأفكار تولد نظاماً من القيم الخلافية يمثل الرابطة الفعالة بين العناصر الصوتية والنفسية داخل كل رمز.