الكلمات عند سوسير.. الدال هو الترجمة الصوتية لتصور ما والمدلول هو المستثار الذهني لهذا الدال



يرى (سوسير) أن الكلمات هي مجرد (علامات) أو إشارات للأشياء، وأنها تحتوي شيئين معاً: (الدال)، و(المدلول). والعلاقة بينهما اعتباطية، بخلاف العلاقة الرمزية التي تفترض سبباً. وبينما ينطبق الدال على المدلول تماماً في حالة العلاقة اللغوية، فإن الأمر يختلف عن ذلك في الرمز: فلكل من الضوء الأحمر والأخضر في إشارات المرور قيمته الدلالية: فالأحمر يثير معنى الخطر والدم والعنف (قف)، والأخضر يثير معنى الأمل والاطمئنان والهدوء (سِرْ). و(الدال) هو الترجمة الصوتية لتصور ما، و(المدلول) هو المستثار الذهني لهذا الدال. ومن هنا تتضح وحدتهما في الكلمة (العلامة) اللغوية، حتى إن سوسير يشبههما بوجهي الورقة الواحدة، إذ لا نستطيع عزل الصوت عن الفكر ولا الشكل عن المحتوى. ولا شك أن هذه المبادئ والقوانين الألسنية التي وضعها سوسير كان لها أبلغ الأثر في النقد البنيوي الذي هو أساساً نقد ألسني.