تعريف القدرة.. تنظيم داخلي لدى الفرد (التلميذ) ينمو عبر عملية التكوين وبالتفاعل بين العمليات العقلية وأساليب السلوك



ربط ابن منظور القُدْرَة بـ"القَدْر بتسكين الدال، يقول "والقدْرُ والقُدْرَةُ والمِقْدَار: القُوَّة... والاقتدار على الشيء"، "والقدرة مصدر قولك: قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أي مَلَكَه فهو قادر وقدير...".

وبما أن القدرة مصدر"قَدَرَ" فقد ورد في معنى "قَدَرَ" في حديث عثمان رضي الله عنه "إن الذّكاة في الحَلقِ واللَّبَّة لمَن قَدَرَ" أي لمن أمكنه الذبْح فيهما".

فالقدرة في المعاجم اللغوية ترتبط دلالتها بالقوة، والاقتدار على الشيء، وبإمكانية فعل الشيء.
ومن هنا نقول بأن القدرة الواردة في تعاريف الكفاية تحتمل هذه المعاني.

وأرى إمكانية إضافة معنى آخر أورده الأخفش في توضيحه معنى (قدره) في قوله تعالى ﴿على الموسع قدره﴾ يقول:"أي طاقته". فقدرة الشخص في نظري هي طاقته.

أما القدرة من المنظور التربوي فهي "تنمية نوع من السلوك وبلورة مواقف فكرية ووجدانية معينة وهي مفهوم افتراضي غير قابل للملاحظة يدل على تنظيم داخلي لدى الفرد(التلميذ) ينمو عبر عملية التكوين وبالتفاعل بين العمليات العقلية وأساليب السلوك، الذي تخلقه الأنشطة التكوينية، انطلاقا من توظيف معارف ومضامين معينة".

وهي بهذا المفهوم تقترب من الكفاية في عدم قابليتها للملاحظة.
وقد ربطها الدريج على المستوى البيداغوجي بالمراقي الافتراضية التي تسهل وضع أنشطة منسجمة ومتوافقة، وتسمح بتحديد المحاور التي سيعمل المدرسون وفقا على تدريس ممنهج.

ومن ناحية إجرائية هي بمنزلة أهداف قريبة أو متوسطة المدى، تقترب في مستوى عموميتها من الأهداف في المجالات الثلاثة: المجال المعرفي، والمجال الحس حركي، والمجال الوجداني.

أما الكفايات فهي أهداف بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني، تنحل إلى قدرات، وهي أعم وأشمل، وتتضمن عددا من القدرات التي تتألف داخليا لتشكل وحدة غير مرئية تعمل داخل الإنسان وبإرادته وتمكنه من الإنجاز وحل إشكالات في وضعيات مختلفة.