أسا الزاك.. ايغالن وتكرضات. روابط روحانية مع تامكروت وتامدولت قرب اقا ومغيممة وتزنيت. درب ايمزيلن



إقليم أسا الزاك هو أحد الأقاليم المغربية، ينتمي هذا الإقليم لجهة كلميم السمارة ويقع وسط البلاد، يُحد شرقا بالحدود الجزائرية، جنوبا بالأقاليم الجنوبية المغربية.
هذا الإقليم يضم 43.535 مواطنا (2004).
على الرغم من مناخها الصحرواي وبعدها عن المراكز الحضرية فان واحة قصر آسا استقطبت اعدادا هائلة ومختلفة من الأجناس البشرية فالواحة استقر بها الأنسان مند العصر الحجري القديم وعرفت في ما بعد توافد مجموعات اثنية وعرقية مختلفة في الأصول واللغة والعادات.
وحسب الأرقام التي وردت في بعض الكتب التاريخية فان ساكنة الواحة تراجعت من 400 كانون سنة 1550 إلى 100كانون سنة 1948 وفي سنة 1950 استقر بالواحة حواي 700نسمة وتفسر الدراسات والابحات التي عالجة هدا الشان ان هدا التباعد بطغيان الأطلال حاليا من جهة تم وجود المقبرة التي يقرب حجمها حجم المجال المبني من الواحة اي القصر.
وكان سكان الواحة متجمعين داخل اسوار القصر على شكل عائلات لها منازلها وحقولها وأحيانا نشاطها التجاري وتميزت كثافة السكان بالأرتفاع.
هذا الارتفاع يرجع إلى النشاط الفلاحي الذي ميز قصر آسا بالإضافة إلى الأمن الذي كان توفره اسوار وأبراج القصر وكان القصر مسييرا من طرف جماعة محلية يترأسها امغار وللجماعة دور كبير في حل مختلف مشاكل الساكنة ويساعد الامغار في تسيير شأن القصر مجلس ايت الأربعين.
اعتبرت زاوية اسا في إحدى الفترات كمركز ثقافي وتحتضن أكثر من مدرسة يتعلم فيها التلاميذ، وقد حافظت على السلطة الدينية والسياسية خلال أكثر من700سنة، وكانت للزاوية اتصالات روحانية مع العديد من الزوايا جنوب المغرب: تامكروت وتامدولت قرب اقا ومغيممة وتزنيت.
وتغلغلت آسا داخل الغرب الأقصى لبلاد المغرب ،كما تعتبر اسا مركز اجتماع الصلحاء (366)ولياصالحا.
ويعود تأسيس الزاوية إلى القرن 7الهجري /13م على يد الشيخ ايعزى وايهدى.
ويؤكد مصطفى الناعمي في هذا الصدد ان مدينة نول لمطة ارتبطي تاريخيا بانقراض زاوية اسا العاصمة القديمة لبلاد الجنوب الغربي المغربي، وعرفت هذه الزاوية نهضة كبيرة مع الفتح العربي للمغرب.
ومند القرن 14 الهجري شكلت زاوية اسا مركز ا ثقافيا وحضاريا إسلاميا مهما بفضل وجود مدرسين مكلفين بتلقين المبادئ الإسلامية والدينية لروادها من الطلبة.
ومع بداية القرن 17 الميلادي أصبحت اسا قبلة لتجمعات بشرية خاصة الرحال المنتمين إلى قبيلة ايت اوسى ،الدين انصهرو مع السكان المحلين من اصول أمازيغية.
وشكل قصر اسا مرفأ صحراويا ذا اشعاع عالمي في ذلك الزمن حيت ازدهرت التجارة بواسطة القوافل العابرة للصحراء والمحملة بالمنتوجات الحيوانية والتوابل والنسيج.
يدرس بالزاوية حاليا 50 طالبا يتلقون دروسا في حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى دروس في الحديث وقواعد اللغة العربية.
يعتبر الماء العامل الحيوي والمحرك الضروري للحياة بمنطقة قصر آسا والحاجة اليه تبقى المشكل الرئسي بالواحة.
هذه المادة يتم جلبها من مصدرين الأول: يتمثل في الجريان الموسمي للوادي الذي يستمد مياهه من تهاطل الأمطار، ويخترق الواد واحة اسا مقسما اياها إلى قسمسين منطقة ايغالن iraln على الضفة اليمنى للوادي وتكرضات takrdatt على الضفة اليسرى.
وللاستفادة من مياه الوادي فقد شيدت عليه حواجز مائية أهمها حاجز "ايكمدرigomdr" الغاية منه تحويل مياه الوادي نحو ساقية ذات اتجاهات مختلفة، وهي تقوم بافتراق ساقية" ايغالن " اما المصدر الثاني فهو جوفي يتمتل في عين تكرضات وهي عين لا تنضب ،ويتم توزيع مياهها عبر ساقية "تكرضات."
على الرغم من عزلتها وبعدها عن المراكز الحضرية ،وكدلك الظروف المناحية الطبيعية القاسية، فإن واحة اسا تعتبر منطقة جد ب للسكان بسحرها الحضاري التاريخي فهي عرفت استقرارا بشريا مند القدم، وقد استقر بها ساكنة واجناس بشرية مختلفة.ورغم الاختلافت العرقية والمدهبية والاجتماعية (أمازيغ، عرب، يهود) فان ساكنة الواحة ساهمت وبطرق شتى في بناءها وفي نموها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
إن المنطقة تتميز بفرشة مائية لا باس بها، وبكترة المنابع المائية خاصة السطحية منها، هذا ما كان لها انعكاس ايجابي على القطاع الفلاحي، لقد ضل سكان الواحة مرتبطين بالأرض منذ القدم، فعرفوا كيفية التعامل مع الظروف القاسية وخلقوا بذلك نظاما سقويا خاص.
يعتمد على نظام "تناست" tanasst وبهذا النظام تتم عملية سقي حقول الواحة، وكانت الواحة تجود بمنتوجات فلاحية غنية ،ومن أهمها التمور، الشعير، الدرة، القمح، بالاظافة إلى بعض الخضروات.كما اهتم السكان بتربية الماشية.
هذه المنتوجات مكنت من سد حاجيات السكان الغدائية، ويتم تصدير الفائض منها إلى الاسواق المجاورة
استفدت هذه الصناعة من المواد الأولية التي كانت تجود بها غابة وادي درعة، وقد ساهم الصناع الحرفين في توفير الادوات الفلاحية من محارث ومعاويل ،وكذلك الادوات المستعملة في البناء (التابوت، النوافد، الأبواب،) وبعض الاواني المطبخية.
أما حرفة الحدادة عرفت هي الأخرى ازدهارا كبيرا خاصة بالمنطقة العليا من القصر(درب ايمزيلن) كما تطورت حرف مرتبطة بالمنتوجات الحيوانية كغزل الصوف وصناعة الزرابي وبعض الملابس الصوفية.
لعبت زاوية اسا دورا كبيرا في تحقيق التكامل والتعاون في مجتمع القصر، حيت كانت تجمع الأعشار والزكوات بالزاوية بعد ذلك توزع على ذوي الحاجة من السكان وعلى طالبي العلم والزيارة، ويعتبر موسم الزاوية "المكار" الذي يتزامن مع المو لد النبوي الشريف أكثر تجسيدا لمظاهر التكافل والتعاون.
من جهة أخرى لعب مجلس آيت أربعين دورا هاما خصوصا في فك النزعات القائمة، والى جانب هذه المظاهر هناك مظاهر التبادل والتكامل ثم الانشقاق والتنافر والتناقض رغم قلتها.