المستوى اللساني للخطاب الإشهاري.. تداخل المستويات اللغوية. براعة الانتقال من السرد إلى الوصف أو البرهان أو التفسير. هيمنة الفعل الطلبي المباشر



يمكن تمعين البنية اللسانية للخطاب الإشهاري  في ضوء المنجز الراهن، انطلاقا من نظرية الجهد الأدنى والدلالة القصوى، مما يؤكد تميزه بما يلي:

1- بساطة الجملة وكثافة الدلالة مثل: برجر كنج ببساطة الطعم ألذ.

2- تداخل المستويات اللغوية ( فصحى/عامية)

3- براعة الانتقال من السرد إلى الوصف أو البرهان أو التفسير، أو الدمج بين هذه الأغراض.

4- الإغراق في الخيال، والمغامرة

5- السجع وتكرار العبارات، ويمكن أن نمثل لهذه السمة بإشهار أحد الباعة المتجولين في سوق خيرية أقيمت بإحدى مناطق مدينة الرياض في شهرمارس 2007 يظهر فيه السجع كتقنية حجاجية مؤثرة ناهيك عن دلالة الصورة عن معاني اجتماعية لها فاعلية تأثيرية كبيرة بخاصة على الأزواج:
كشري المحبة كشري الحنان، أرب وجرب ياطيب تروح وترجع وتقول كمان وتسأل عالجيران، لا تحجز باخرة ولا عبارة، احن جبنالك الكشري بالطيارة.
شاورمة حجازية تكلها وتنام نومة هنية، وتصبح وتضرب حماتك لوكانت حماتك مفترية.

6- هيمنة الفعل الطلبي المباشر.

7- غياب القيمة الزمنية الواقعية (الزمن النفسي/الزمن الشعري).

8-توظيف الضمائر المحيلة على المشاركة الجماعية قصد إشعار المتلقي بالأمان: من شيمنا كرم الضيافة، فلنتشبث بكرمنا ،مع رونو نشعر بالأمان

9- البعد الإيحائي للغة الخطاب الإشهاري،ذلك أن التقريرية قاصرة عن استمالة المستهلك.

10- أسطورية الخطاب الإشهاري في ضوء عنايته بالدلالة الرمزية للكلمات والسيميائية للصورة والحركة والإيقاع.

11- الطابع التلغرافي الذي يتحقق باستراتيجية الحذف بدليل سياقي أو مقامي.
وربما يمكن القول إن هذه البنية الاختزالية منسجمة جدا مع الغرض الإشهاري الأساس والمتمثل في الاقتصاد المعيشي.

إذ عادة ما يحرص المشهر على إقناع المشهر له بأهمية السلعة وزهادة سعرها الذي يعنى: الاقتصاد نصف المعيشة من حيث هي قيمة اجتماعية راسخة في حياة الأفراد.

ومن ذلك قول أحد الباعة المتجولين: 12 لـ 6، فبالإضافة إلى إمكان الحصول على قميصين لشخص واحد، هناك توجيه اجتماعي بأن الأسرة الأكثر استقرارا من الناحية المادية تلك المتكونة من ستة أشخاص.

وربما كان وراء هذا القول خطاب إديولوجي واجتماعي تحرص الدولة على ترسيخه في المجتمعات التي تعاني من معدل نمو سكاني مرتفع.