قصة النوادر والطرائف (الفكاهات والنكت).. تسجيل حرفي لحدث اجتماعي أو تاريخي غير مألوف يتصف بالغرابة والإدهاش والواقعية



هي (اقصر من حيث الحجم وتدور حول مغزى محدد لتنقد وضعا معين أو سخرية أو عظة إنسانية وأبطالها عادة ما يكونون من الظرفاء والسكارى أو البخلاء والمغفلين) والنادرة تسجيل حرفي لحدث اجتماعي أو تاريخي غير مألوف يتصف بالغرابة والإدهاش وقد تترجل على مدى صفحات وقد تنكمش في سطور قليلة بحسب عدد الشخصيات والأحداث فيها. وهي تلي (الخبر) من حيث اقترابها من القصة القصيرة جدا لا بل تتحول النادرة أو الطرفة إلى قصة قصيرة جدا وهي قصيرة نسبيا وذات محتوى يتمثل في (مغزى تدور حوله النادرة، إما في شكل انتقاد أو سخرية من وضع ما أو من نمط من أنماط الشخصية وإما في شكل عظة إنسانية).
 وتشكل المفارقة القاسم المشترك بينهما وان أبطال النادرة عادة ما يكونون (من الظرفاء والسكارى أو البخلاء أو المغفلين الحمقى أو الأذكياء وتغلب عليهم المفارقات التي تنتج عن الغباء أو البلادة أو الخدعة) وتشاطر القصة القصيرة جدا النادرة غالبا   في واقعيتها فهي (قلما تتجه  نحو الخوارق ومعظمها يختمم بلغة ذكية غالبا ما تبعث على الابتسام وهي سريعة  الحفظ والانتشار بسبب ما فيها من مفارقة  وما تثيره من ضحك أو لقصرها الشديد ولأنها تستخدم التشبيه أو السخرية أو التعليق على مواقف مشابهة في الحياة الواقعية) وتستمد القصة القصيرة جدا من النادرة إضافة ملمح للشخصية لا شخصية بذاتها في معظم  الأحيان ولها وحدة متكاملة (بداية ووسط ونهاية) إذ تدخل الشخصية في أزمة مع شخصية أخرى ثم يتم حل هذه الإشكالية بشكل معين ويمكننا قراءة هذا النوع السردي وكأنه قصة قصيرة جدا.
أما الطرفة (النكتة/ الملحة) فهي نص سردي يهدف إلى الإضحاك تحديدا ويختلقها الراوي ساخرا من الفكرة التي يختزنها معتمدا  على مبدأ  الإدهاش وعدم التوقع مما يجعلها تقترب من الأحجية وكثيرون لا يفرقون بينها وبين النادرة ولعل ما يميزها هو سخريتها السوداء التي تفضح الواقع المرير والتي تستمطر الحزن بدل الفرح في (سرد خاطف وخيال جامح وحدث طريف وحوار لماح). وتجسد قصة (المعتصم) لسعيد بونعسة ذلك:
(على وقع الاستغاثات الصاخبة بعث  المعتصم من مرقده ، كانت النداءات حادة وحارة في لهفتها، أصم أذنيه للوهلة الأولى ثم التفت يمنة ويسرة فلم يجد نساء عربيات يستغثن بل ملوك ورؤساء وأمراء فأصيب بسكتة دماغية).