ما هي القصة القصيرة جدا؟.. نوع قصصي قصير يستقي أسسه الجمالية من بيئته الداخلية. نص إبداعي يترك أثرا ليس فيما يخصه فقط بل يتحول ليصير نصا معرفيا دافعا لمزيد من القراءة والبحث



يقول احمد جاسم الحسين (القصة القصيرة جدا نص إبداعي يترك أثرا ليس فيما يخصه فقط بل يتحول ليصير نصا معرفيا دافعا لمزيد من القراءة والبحث فهو محرض ثقافي يسهم في تشكيل ثقافة المتلقي عبر تناصاته ورموزه وقراءاته للواقع وعبر متطلباته التي يفرضها حيث تحث المتلقي على البحث والقراءة).

وينطبق هذا الوصف على كثير من الأنواع الأدبية الحديثة، وما تعريف الدكتور محمد مينو (القصة القصيرة جدا حدث خاطف لبوسه لغة شعرية مرهفة وعنصره الدهشة والمصادفة والمفاجأة والمفارقة وهي قص مختزل وامض يحول عناصر القصة من شخصيات وأحداث وزمان ومكان إلى مجرد أطياف ويستمد مشروعيته من أشكال القص القديم كالنادرة والطرفة والنكتة فالشكل قديم ويرجع إلى تلك البدايات وربما يعود إلى الرواد الأوائل لـ(خواطر) محمود تيمور الملحقة بمجموعته القصصية (ما تراه العيون) 1922).

وهي عند باسم عبدالحميد حمودي ((أنموذج تكثيف الحدث /الموقف الذي يطرحه القاص بهذا الشكل مفضلا عدم طرحه بشكل قصة اعتيادية نظرا لالتهابه).

ويلامس هذا التعريف رأي الدكتور عبدالله ابو هيف بقوله: (هي شكل من أشكال السرد اشد كثافة وأكثر بلاغة من القصة القصيرة أو المتوسطة).

تسمية (القصة القصيرة جدا) هي التسمية المطابقة تماما لنوع قصصي قصير يستقي أسسه الجمالية من بيئته الداخلية التي منحت الـ(جدا) وجودا شرعيا لا بفرضه من الخارج عليه بل بتفاعلها مع تجليات وتمظهرات قصصية جعلتها تغاير المواصفات المتحققة في أنواع قصصية أخر، بتعاقد طبيعي بين المؤلف والقارئ فرضته التغيرات الشمولية وبتأثير متبادل بينه وبين الأنواع الأدبية المجاورة له في سياقاته التاريخية والجمالية.