الرؤية السردية في الخطاب الروائي.. بنية دلالية تنتجها ذات ضمن بنية نصيّة منتجة في إطار بنية سوسيونصيّة



عُرفت (الرؤية السردية) بتسميات عديدة: (وجهة النظر)، و(الرؤية)، و(البؤرة)، و(المنظور)، و(التبئير)، و(حصر المجال)...

ولعل مفهوم (وجهة النظر) هو الأكثر شيوعاً، وعلى الأخص في الكتابات الأنجلو أمريكية التي تركز على (الراوي) الذي من خلاله تتحدّد (رؤيتـه) إلى العالم الذي يرويه بأشخاصه وأحداثه.
وقد مرّت الدراسات حول (الرؤية) بمرحلتين:

- بدأت الأولى مع  النقد الأنجلو ـ أمريكي في بدايات القرن العشرين، واستمرت حتى أواخر الستينات، وخلالها احتلت (الرؤية) مركز الصدارة في تحليل الخطاب الروائي.

- وبدأت المرحلة الثانية في مطلع السبعينات مع التطور الذي تُوج بظهور (السرديات).

في كتابه (صنعة الرواية) 1950 وضع (بيرسي لوبوك) حجر الزاوية (الرؤية)، وميّز بين العرض والسرد، وأكّد أنه في (العرض) يتحقق حكي القصة نفسها بنفسها، وفي (السرد) راوٍ عالم بكل شيء.

ومن خلال قراءته لرواية فلوبير (مدام بوفاري) وجد تقديمين للأحداث:
+ الأول مشهدي ذو بعد درامي.
+ الثاني بانورامي ذو طبيعة تصويرية:
- في التقديم (المشهدي) يبدو الراوي غائباً عن الأحداث التي تجري أمام المتلقي.
- في التقديم (البانورامي) نفترض وجود الراوي العالم بكل شيء.