شكري عزيز الماضي في نظرية الأدب.. نظريات الأنواع الأدبية، وتطور الأدب، وعلاقة الأدب بالأيديولوجيا، وبعلم النفس، وبعلم الاجتماع



شكري عزيز الماضي في نظرية الأدب:

شكري عزيز الماضي ناقد وباحث، أصدر كتابه (في نظرية الأدب) عام 1986(8).
وهو مجموعة من المحاضرات ألقاها في جامعة قسنطينة. وقد استفاد فيها من مرجعين أساسيين هما: (نظرية الأدب) لرينيه ويليك، واوستن وارين الذي عُرّب في مطلع السبعينات، وكتاب (مقدمة في نظرية الأدب) لعبد المنعم تليمة.
وقد درس الباحث في كتابه: نظريات الأدب (نظرية المحاكاة، ونظرية التعبير، ونظرية الخلق، ونظرية الانعكاس)، ونظريات الأنواع الأدبية، وتطور الأدب، وعلاقة الأدب بالأيديولوجيا، وبعلم النفس، وبعلم الاجتماع. وجعل (البنيوية) فصلاً من فصول كتابه الثمانية.

مراجع عزيز الماضي في البنيوية:

وجعل مراجعه في فصل البنيوية الكتب التالية التي سبقته:
  • (مشكلة البنية) 1976 لزكريا إبراهيم.
  • (نظرية البنائية في النقد الأدبي) 1977 لصلاح فضل.
  • (الألسنية والنقد الأدبي) 1987 لموريس أبو ناضر.

مقالات استفاد منها:

كما استفاد من المقالات المنشورة في العدد الخاص بالنقد الأدبي في مجلة (فصول القاهرية) (9)، وهي:
  • (علم اللغة والنقد الأدبي) لعبده الراجحي.
  • (الأدب والمجتمع) لصبري حافظ.
  • (البنائية من أين وإلى أين) لنبيلة إبراهيم.
  • (موقف من البنيوية) لشكري عيّاد.
  • (عن البنيوية التوليدية) لجابر عصفور.

الروافد التاريخية للبنيوية:

أما (الروافد التاريخية للبنيوية): فيراها الباحث في مدرسة الشكليين الروس، ومدرسة النقد الجديد في أمريكا، وفي آراء. ت. س. إليوت ولا سيما (المعادل الموضوعي) في الخلق الأدبي. وواضح أنه أغفل ألسنية سوسير، وهي الأهم.
ومن الواضح أن الباحث قلب منهجيته في معالجته للبنيوية، فبدلاً من أن يبدأ بأصول البنيوية، ثم يُثني بتعريف التحليل البنيوي للأدب فإنه فعل العكس. ومع ذلك فقد استطاع في صفحات قلائل جمع فائدة كبيرة وشاملة عن البنيوية الشكلية، إذ أنه لم يتطرق إلى الاتجاهات البنيوية الأخرى كالتكوينية، والسيميائية.

البنيوية الشكلية:

ذلك أن البنيوية الشكلية حين وجدت نفسها أمام الباب المسدود، باعتبارها منهجاً نقدياً وصفياً لا يهتم بالقيمة، ويعجز عن التفريق بين الأعمال الأدبية الجيدة والرديئة، ويخلّص النص من معناه ومرجعيته، اضطرت إلى فتح منافذ جديدة تعوّض عن هذا الانغلاق الشكلي الذي يشوّه الأدب، فأوجدت مسارب جديدة تخفف من غلواء البنيوية الشكلية، فكانت البنيوية التوليدية، والبنيوية السيميائية، وكلاهما خرج من قلب البنيوية، وإن اختطّ لنفسه - بعد ذلك - منهجاً نقدياً مستقلاً.

البنيوية:

والواقع أن (البنيوية) حين تعرّف الأدب بأنه مجرد جسد لغوي، أو مجموعة من الجمل فحسب، فإن هذا التعريف يثير إشكالات عديدة. لأن اللغة إذا كانت مادة الأدب فهي ليست مجردة عن المعنى، والقصة إذا كانت مجموعة من الوظائف أو الجمل أو الأفعال النحوية فإن هذا يلغي الخصائص الأدبية.
كما أن البنيوية حين تنظر إلى النص ككيان مغلق منتهٍ في الزمان والمكان، فإنها - بذلك - تقطع النص عن منتجه (كاتبه)، وعن محيط إنتاجه، وتجعله بلا جذور.
كما أنها عندما تنظر إلى النص على أنه ساكن، لا يؤثر ولا يتأثر، فإنها - بذلك - لا تعترف بتطور الأشكال الأدبية، وتلغي تاريخية النص، فيتساوى عندها القديم والحديث.