الصور عبر التاريخ.. من التعبير عن المذاهب الدينية إلى الاستبداد التقني الذي يقلل الخيال والإبداع



تغير الدور الذي لعبته الصور، عبر التاريخ، بشكل مؤثر، فمثلاً تطور الفن الذي نشأ أصلاً بوصفه تعبيراً عن المذاهب الدينية، تطور عبر الزمن، فأصبح موضوعاً ذا قيمة محصورة في طبقات الأثرياء فقط، ثم انه أصبح في النهاية موضوعاً يتعلق بالسياق الخاص بتجارة الفن في عالمنا اليوم، وهو ذلك العلم الذي يستطيع فيه المشترون أن يشتروا الفن بوصفه منتجات أو سلعاً.
المفارقة الآن هي أننا نعيش في عالم أصبح فيه مصطلح مفهوم المصداقية مفهوما يعاد إنتاجه أيضاً ويغلف ويباع ويشترى على نحو مألوف أو روتيني، نحن نعيٍش في مجتمع تهيمن عليه المنتجات على نحو وافر وجماهيري.
إن الصور الجديدة في التلفزيون يمكن أن تعتبر ذات قيمة لأنها يمكن أن ترى على شاشات عديدة في الوقت نفسه، إن فكرة بنيامين تتعلق بأثر النسخ على الصورة، وكيف يتغير معنى الصورة الأصلية عندما يتم نسخها شكلت ثقافة الغرب، الاستعلاء والتكبر؛ تعبيراً عن موقع الغربي، وكانت العلاقة الاستشراقية محكومة بموقعه كمستعمر، وكلما اتسعت حلقات وعي الذات القومية والوطنية إزاء الآخر الغربي، توضحت بجلاء أكبر، حدة المعاناة التي تواجهها الثقافة العربية في مواجهة التغريب، احتذاء بالغرب، أو سلباً واغتراباً عن الهوية والخصوصيات الثقافية بتأثير الغرب نفسه، منتج وسائل التغريب الضخمة. 
 يضع جمهور الأطفال والناشئة أمام الاستبداد التقني الذي يقلل الخيال والإبداع بعد ذلك، ناهيك عن سرقة الوقت، وهدر الطاقة الجسمية، والمشاعر والأفكار، ووضع هذا الجمهور في حالة عطالة ذهنية وثقافية أمام منتجات التنميط الثقافي وقوتها الهائلة.