الهجاء في ديوان الشاعر حسان بن ثابت.. لسان قومه الخزرج ومساهمة العداء مع الأوس في تطور شعره



الهجاء في ديوان الشاعر حسان بن ثابت:

من فنون الشعر الذي أسهب فيه الجاهليون لعلاقته بحياتهم التي تكثر فيها المنازعات و الخصومات القبلية، وكان لكل قبيلة لسان ذائد يدافع عنها، فكان حسّان بن ثابت لسان قومه الخزرج.

وكان للعداء الدائم بين القبيلتين الأوس و الخزرج قبل الإسلام أثر في إذكاء شعر الهجاء وتطوره.
فقد هجا حسّان شعراء الأوس ومنهم قيس بن الخطيم الذي قال فيه:
دَعْ ذَا وَعَدَّ القَرِيضَ فِي نَفَرٍ
يَرْبَحُونَ مَدْحِي وَمَدْحِي الشَّرَفُ
إِنْ تَدْعُ قَوْمِي لِلْمَجْدِ تُلْفِهُمُ
أَهْلَ فِعَالٍ تَبْدُوا إِذْ وُصِفُــوا
بَلِّغْ عَنِّي النَّبِيتَ قَافِيـــَةً
تُذِلُّهُمْ, إِنَّهُمْ لَنَا حَلَفــــُوا
بِاللهِ جَهْدًا لَنَقْتُلَنَّكــــُمْ
قَتْلاً عَنِيفًا وَالخَيْلُ تَنْكَشــِفُ
كُنْتُمْ عَبِيدًا لَنَا نَخُولُكــُمْ
مَنْ جَاءَنَا وَ العَبِيدُ تُضْطَعـَفُ

كما هجا حسّان قريشا وسادتها، فقال في هجاء أبي سفيان:
لَسْتَ مِنَ المَعْشَرِ الأَكْرَمِيـ
ـنَ لاَ عَبْدِ شَمْسٍ وَلاَ نَوْفَـلِ
وَلَيْسَ أَبُوكَ بِسَاقِ الحَجِيـ
ـجِ فَاقْعُدْ عَلَى الحَسَبِ الأَرْذَلِ
وَلَكِنْ هَجِينٌ مَنُوطٌ بِهِــمْ
كَمَا نُوِّطَتْ خِلْقَةُ المِحْمـــَلِ(3)

وقال أيضا في هجاء أبي سفيان بن حرب، وهند بنت عتبة:
أَشِرَتْ لَكَاعِ وَكَانَ عَادَتَهَا
لُؤْمٌ إَذَا أَشِرَتْ مَعَ الكُفْرِ
أَخْرَجْتِ مُرْقِصَةً إِلَى أُحُدِ
فِي القَوْمِ مُعْنِقَةً عَلَى بَكْرِ

إلى أن يقول:
وَنَسَيْتِ فَاحِشَةً أَتَيْتِ بِهَا
يَا هِنْدُ وَيْحَكِ سَبَّةَ الدَّهْرِ
فَرَجَعْتِ صَاغِرَةً بِلاَ تَرَةٍ
مِمَّا ظَفِرْتِ بِهِ وَلاَ وَتْـرِ

شرح الكلمات:

  • النبيت: الرهط
  • لكاع ولكيعة: لئيمة ودنيء
  • معنقة: مسرعة
  • صغيرة: ذليلة، بل ترة ولا وتر: لم تنالي وتثأري لنفسك