ظاهرة الحسد وعلاجها من خلال إشعار الطفل بالمحبة وتحقيق العدل بين الأولاد



الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير،وهو ظاهرة اجتماعية خطيرة،إن لم يعالجها المربون في أطفالهم ستؤدي حتماً إلى أسوأ النتائج،وأخطر الآثار.
وقد لا تكون ظاهرة الحسد واضحة لأول وهلة بالنسبة للأهل،فيظنون أن أولادهم لا يتوقع منهم الحسد،ولا يشعرون به، ولا يقعون فيه.
لذا وجب على كل من يقوم بمسؤولية التربية أن يعالج الحسد بالحكمة والتربية القويمة حيث لا يؤدي إلى مشاكل صعبة، ونتائج وخيمة،ومضاعفات نفسية أليمة.
وقبل أن أتعرض للوقاية والعلاج في استئصال هذه الظاهرة يحسن أن أتعرض للأسباب التي تؤجج نار الغيرة والحسد في نفوس الأطفال.
وأرى أن هذه الأسباب تتركز في الأمور التالية:
خوف الطفل أن يفقد بين أهله بعض امتيازاته كالمحبة والعطف، وكونه شخصاً مراداً، ولاسيما عند مقام مولود جديد يتصور أنه سيزاحمه في هذه المحبة والعطف.
المقارنة السيئة بين الأولاد كوصف أحدهم بالذكاء،والآخر بالغباوة..
الاهتمام بأحد الأولاد دون الآخرين، كولد يُحمل ويُداعب ويُعطى.. وآخر يُزجر ويُهمل ويُحرم...
الإغضاء والتسامح عن ولد محبوب يؤذي ويسيء، والترصد بالعقاب لولد آخر تصدر منه أدنى إساءة.
وجود الولد في بيئة غنية مترفة وهو في فقر شديد،وحالة من العيش سيئة.
إلى غير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى أسوأ الآثار في شخصية الطفل وربما يصاب بآفة من مركب النقص، أو الأنانية القاتلة، أو الحقد الاجتماعي.. عدا عن إصابته بمضاعفات نفسية كالقلق والتمرد،وعدم الثقة بالنفس..
والإسلام قد عالج ظاهرة الحسد بمبادئ تربوية حكيمة لو أخذ المربون بأسبابها اليوم لنشأ الأولاد على التوادد والإيثار،والمحبة،والصفاء.. ولأضمروا كل تعاون، وخير، وتعاطف بالنسبة للآخرين..