أمي.. ماذا أقدم لك في عيدك؟ نصري الصايغ



أمي ..
عندما كنت صغيرًا جدًا، كنت أنتظر الأعياد لآكل الحلوى، وألعب مع رفاقي خارج جدران المدرسة.
عندما كنت صغيرًا صغيرًا، أذكر أنني كنت أدعوك (ماما)، وأنك كنت دائما جميلة، وأن صـدرك كـان أفضـل وسادة أرتاح عليها.
وعندما كنت صغـيرًا صغيرًا، ما كنت أذكر شيئا، ولكنهم أخبروني أنك حملتني تسعة أشهـر في بطنك، وأنك تألمت كثيرًا.
وأخبروني أيضا، أنني عندما كنت أجوع، كنت تطعمينني من صدرك، وأنني عندما كنت أبكي، كنت تحملينني بين ذراعيك، وأنني عندما كنت أنام، كنت تركعين قرب سريري.
هل صحيح ما يقـولون يا أماه ؟؟
هـل صحيح أنك قديسة إلى هـذه الدرجة؟؟
أهٍ ليتني أعود صغيرًا مرة ثانية، لأتذكر ما أخبروني بهِ.
أمي ......
عندما كنت في المدرسة، قالوا لنا: لا تنسوا معايدة أمهاتكم، فغدًا عيد الأم.
أعرف يا أمي، أن غدًا يبدأ الربيع، ويتساوى الليل والنهار، وأعرف، يا أمي، أن البراعم ستعود إلى أغصان الأشجار العارية، وأعـرف يا أمي، أن الطبيعة كلها ستلبس أجمل ثيابها، احتفاءً بك.
ولكن ما لا أعرفه يا أمي، هو أنهم لماذا اختاروا لكِ يوما واحدا من أيام السنة، فأنا أحبك في كل الفصول، وكل الأسابيع وكل الأيام.
فما أبخلهم يا أماه ....
أمي ......
عندما كنت صغيرًا، أذكر أن أبي كان في مثل هذا اليوم، يشتري لي هدية، ويطلب مني أن أقدمها لكِ.
وأذكر يا أمي، وأنا خجلٌ الآن منك أنني كنت أتمنى أن تبقى الهدية معي.
واليوم، ماذا أقدمُ لكِ في عيدكِ؟؟
بحثت عن هدية فما وجدت شيئا في الدنيا يليق بك.
فتعالي يا أماه، نبحث معا، عن هدية لك.