الفروق الموجودة بين بيداغوجيا الأهداف والمقاربة بالكفايات بين اكتساب المعارف والمهارات وإهمال العمليات الذهنية



تطرح العديد من الدراسات التربوية السؤال التالي: "ما الفرق بين بيداغوجيا الأهداف والمقاربة بالكفايات؟"

توجد فروق جوهرية بين المقاربتين، بيّد أنّ هذه الفروق لا تقطع بينهما. إذ تمثل المقاربة بالكفايات تواصلا وإغناء لبيداغوجيا الأهداف.

لذا حاولت تجاوز نقائص بيداغوجيا الأهداف التي تركز على اكتساب المعارف والمهارات (ماذا نتعلّم) وتهمل العمليّات الذهنيّة التي تعتمل في ذهن المتعلّم أثناء التعلّم (ما هي العمليّات الذهنية الموظفة أثناء التعلّم؟)، وذلك بالجمع بين الاهتمام بالمحتوى وبالعمليّات المنظمة لعمليّة التعلّم، من خلال اهتمامها بالمتعلّم الذي لا يتعلّم – حسب مبادئ المقاربة بالكفايات – إلا في وضعيّات دالة يتمرّس داخلها بكفاياته.

ويدعم Filarsnier هذا الموقف بقوله: "تعتبر الكفاية وسيلة لاكتساب محتوى المادّة. إذ لا يمكننا تنشيط "الكفاية" من الفراغ، بمعنى أنّه يجب استعمال محتوى المادّة [موضوع التعلّم] التي تدمج داخل سياق يحدّد وضعيّة المهمّة  المقترحة على المتعلّم. وذلك لجعلها دالة بالنسبة إليه". (2000، ص ص 22-23).

إنّ بيداغوجيا الإدماج تحاول تفادي تجزئة التعلّمات وتعمل على إدماج المكتسبات. فتجديد البرامج لا يعني إذن مجرّد صياغة جديدة للبرامج ولكنّه تصوّر جديد لمنزلة المتعلّم في العمليّة التعليميّة التعلّميّة باعتباره ذاتا فاعلة تعيد بناء وهيكلة معارفها، انطلاقا ممّا حصل لها من خبرات وتجارب مدرسيّة وخارج مدرسيّة، تساعده على حشد قدراته وكفاياته داخل وضعيّة اندماجية.