الحياة .. نبدعُها قُبلاً في الطريقِ المخيفْ‏ وعرساً لهذي الحواسّ التي ناضلتْ عبر تاريخها‏



تموتُ الفراشةُ!‏ 
- ماذا سنفعلُ؟‏ 
- نُوقدُ شعراً‏ 
نضيء أحلامنا‏ 
نستعدُّ لعصفٍ يليقُ بقاماتنا‏ 
نتشهَّى فماً‏ 
ونعدُّ لفنجان قهوتنا وقتَهُ..‏ 
*** 
- تموتُ الفراشةُ!‏ 
- ماذا سنفعلُ؟‏ 
نبدأُ نهراً‏ 
ونطلقُ عصفورةً للمدى‏ 
نقولُ كلاماً نقياً..‏ 
نعيدُ إلى الأمهاتِ الأغاني‏ 
ونكبرُ.. نصرخُ.. نُفلحُ‏ 
نرفعُ لافتةً للجموعِ الكسيرةِ‏ 
نبدأُ بالعشقِ‏ 
نشعلُ قنديلَنا في الكفاحِ‏ 
نضمّدُ جرحَ تشتتنا‏ 
بالعناقِ الجنونيِّ‏ 
نركضُ نحو الثلوجِ القصيّةِ‏ 
بالأغنياتْ..‏ 
***‏ 
تموتُ الفراشةُ!‏ 
-ماذا سنفعلُ؟‏ 
-نزرعُ ورداً نسيناهُ من زمنٍ‏ 
في غوامضنا‏ 
ثم نفسحُ للفمِ عصفورةً‏ 
والرفاقِ دروبَ نداوتهمْ‏ 
واليدينِ مَدَىً‏ 
والقلوبِ الذبيحةِ نبضاً‏ 
وللقدمينِ سهولاً من الأقحوانْ‏ 
والكوائنِ أفقاً من الحبِّ‏ 
‏ضمنَ جميعِ اللغاتْ‏ 
وللنهر منحدراً‏ 
كي يكوّنَ شلالَهُ‏ 
والقصائدِ ناراً تطهّرُها جيداً‏ 
والصغارِ بلابلَهمْ‏ 
والربيعِ توقّدَهُ‏ 
والسماءِ امتداداتها في الترابْ..‏ 
***‏ 
تموتُ الفراشةُ!‏ 
-ماذا سنفعلُ؟‏ 
-نجعلُها بيننا زورقاً‏ 
يطيرُ بنا نحو آخرنا في المياه‏ 
ندسُّ بها بينَ أضلاعنا‏ 
وحقائبنا‏ 
ونغني لها قربَ لحظتها‏ 
نعيدُ لها لونَها‏ 
ورفيفَ جوانِحهَا‏ 
وتوزُّعَ أشكالها‏ 
‏ونهفُّ إلى زهرةٍ‏ 
كي تعيدَ لها روحها..‏ 
***‏ 
تموتُ الفراشةُ!‏ 
-ماذا سنفعلُ؟‏ 
-نبدعُها قُبلاً في الطريقِ المخيفْ‏ 
وعرساً لهذي الحواسّ التي ناضلتْ عبر تاريخها‏ 
ورغيفاً ومعنى‏ 
ونشعلُ في كلِّ يومٍ مداها‏ 
فتخرجُ من موتها..‏ 
***‏ 
فجأةً:‏ 
ترفُّ الفراشةُ‏ 
تخفقُ..‏ 
تخفقُ..‏ 
هيّا وراءَ‏ 
الحياةْ...‏
فؤاد كحل