الطلاق: أحكامه ودور المرأة فيه.. بين الطلاق الشرعي والطلاق البدعي



في بعض الحالات يقع الرجل في تطليق امرأته فماذا يكون دور المرأة في تلك الحالة ؟
دور المؤمنة:
إن المؤمنة الحقة إذا صدر من زوجها مثل ذلك بغض النظر عن أسبابه ومقدماته ، ماعليها إلا أن تسترجع ولاتزيد الأمر تعقيدا مهما كان من أمر، وقد روي أن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان مطلاقا ومنكاحا ووجه ذات يوم بعض أصحابه لطلاق امرأتين من نسائه وقال: قل لهما اعتدا وأمره أن يدفع إلى كل واحدة عشرة آلاف درهم ففعل فلما رجع إليه قال : ماذا فعلتا ؟ قال : أما إحداهما فنكست رأسها وتنكست ، وأما الأخرى فبكت وانتحبت وسمعتها تقول : متاع قليل من حبيب مفارق فأطرق الحسن وترحم لها وقال : لو كنت مراجعا امرأة بعد مافارقتها لراجعتها , وكان علي  يضجر من كثرة تطليقه فكان يعتذر منه على المنبر ويقول : إن حسنا مطلاق فلاتنكحوه حتى
قـام رجل من همدان ، فقال : والله ياأمير المؤمنين لننكحنه ماشاء فإن أحب أمسك وإن شاء ترك فسر ذلك عليا وقال:     
لو كنت بوابا على باب جنة      لقلت لهمدان ادخلي بسلام ([1])
الله حسيبه:
وعليها أن تعلم أن إضراره بها بتطليقها سوف يحاسبه عليه الله سبحانه إن كان بلاسبب لأن الإضرار بالمسلم لايجوز قال أبو حامد الغزالي: ومهما طلقها فقد آذاها ولايباح إيذاء الغير إلا بجناية من جانبها أو بضرورة من جانبه قال تعالى : فإن أطعنكم فلاتبغوا عليهن سبيلا, أي لاتطلبوا حيلة للفراق,
ندم وحرية:
وفي معظم حالات الطلاق يندم الرجل أشد الندم إذا كان قد ظلم المرأة بذلك وللشعراء في تلك المواقف أشعر كثيرة منها قول أحدهم :
ندمت ندامة الكسعي لما           غدت مني مطلقة نوار
وقال آخر:
فديت بالأم حمادا وقلت له       أنت ابن ذلفاء مني فادن ياولدي
لايقربن ثلاثـا منكم أحد         إني وجدت ثلاثـا أشأم العدد
وقال آخر:
ماللطلاق فقدتــه            وفقدت عاقبة الطلاق
طلقت خير حليـلة            تحت السموات الطباق
أما إذا كانت المرأة أهلا للطلاق فإن ذلك يشعر الرجل بأنه تحلل من قيد ووثاق وفي ذلك يقول الشاعر :
بانت فلم يألم لها        قلبي ولم تبك المآقي
لو لم أرح بطلاقها     لأرحت نفسي بالإباق
وقال آخر:
لليلتي حين بنت طالقة     ألذ عندي من ليلة العرس
أحكام هامة:
ويجب عليها أن تعلم أن تطليقها إن كان للمرة الأولى أو للثانية فهي مازالت في عصمة زوجها له عليها من الحقوق مثلما كان له قبل التطليق لأن رجعتها بيده ، فلا يجوز لها أن تترك بيتها وتذهب إلى أهلها كما تفعل الجاهلات ، ولا يجوز لأهلها أن يستخرجوها من بيتها لكون زوجها طلقها ، بل تمكث معه طيلة فترة العدة تتحبب إليه وترضيه وتنكسر له وتبحث عن سبب وقوعه في هذا الطلاق لعل الله يهديه ويراجعها وتعود الحياة لما كانت عليه وأفضل .
قال تعالى: ] لاتخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا[
أما إن كانت الطلقة الثالثة فليس لها الاعتداد في بيته لأنها لارجعة لها وقد بانت منه فعليها الانتقال من بيته وإكمال العدة التي أمر الله بها.
وكل ذلك يابنيتي يجب اعتباره بعد الدراسة الواعية لأحكام الطلاق كما نصحتك به قبل ذلك لأن هناك ألفاظ بها يقع الطلاق وحالات طلاق شرعي وحالات طلاق بدعي وحالات يقع فيها الطلاق وحالات لايقع فيها وليس هذا مجال التفصيل وسؤال العلماء والاطلاع على كتب العلم فيه الكفاية إن شاء الله تعالى .
(2)الإحياء 3/58 .