تطوير المهارات التقنية للعاملين في مؤسسات المعلومات.. الالتحاق بالدورات التعليمية والبرامج التدريبية وورش العمل والمشاركة في الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العامة واللقاءات العلمية



من الملاحظ أن موضوع التأهيل وإعادة التأهيل للقوى العاملة في مجال المعلومات يحتل مكانة حيوية ومهمة نظراً لما يحيط بالمجال من التغييرات السريعة والتطورات المتعاقبة التي حدثت نتيجة لاستثمار تقنية الاتصالات والشبكات.

وتعد شبكة الإنترنت إحدى قنوات تطوير مهارات اختصاصي المعلومات، وتهيئته للتفاعل مع الجيل الجديد من نظم المعلومات، وتحديث خبراته، وتزويده بالمستجدات الحديثة، وإحاطته بما يجد على الساحة من متغيرات لها صلة بمجال عمله.

فقد أصبحت بيئة المعلومات في الوقت الراهن بيئة معقدة، وليس أمام العاملين في هذا القطاع إلا مواجهة الواقع، وذلك من خلال الإفادة من التقنية الحديثة في التطوير المهني، والتعلم الذاتي.

;لاشك أن نظام المعلومات يعد من أشد الأنظمة تأثراً بالتغيرات الخارجية؛ فالاكتشافات الحديثة في مجال الحاسبات والاتصالات والشبكات وغيرها من مجالات البيئة التقنية الحديثة تفتح الباب أمام عالم غير مستقر، وأفق لا متناهي، وتضع على عاتق المنتمين إلى هذا القطاع الحيوي مهمة الاستعداد النفسي لهذا الأمر، والتعامل معه بعقلية متفتحة، وعدم الهروب أو اتخاذ موقف الرفض أمام المتغيرات الجديدة.

وبرغم أن تطوير المهارات والتعليم المستمر لاختصاصي المعلومات يمكن أن يتم من خلال قنوات عديدة من بينها الالتحاق بالدورات التعليمية والبرامج التدريبية وورش العمل، والمشاركة في المناسبات العلمية مثل الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العامة واللقاءات العلمية، والتأليف والقراءات الموجهة في مجال التخصص، ومواصلة التعليم العالي، والالتحاق ببرامج الابتعاث المحلي والخارجي، والزيارات العلمية، والاستشارات، وعضوية الجمعيات المهنية، وقاعات النقاش المفتوحة، وغير ذلك من النشاطات الأخرى التي تنمي المهارات وتدعم التعليم المستمر، فإن تقنية الإنترنت تتصدر تلك القنوات بوصفها مصدراً للتعلم الذاتي والتطوير المهني.

ذلك أن التطورات السريعة في عالم التقنية والاتصالات والشبكات فرضت أعباء ومسؤوليات كبيرة على العاملين في مجال المعلومات، ووضعتهم أمام تحديات جوهرية تستدعي مواكبتها والتعايش معها.

وبرغم أن مجال المعلومات يعد من أكثر المجالات تأثراً بالتطورات التقنية المعاصرة، إلا أن الإشكالية تكمن في أن بعض العاملين في المجال لا تزال معلوماتهم في هذا المضمار متقادمة، ويجدون صعوبة في توظيف التقنية، وبخاصة شبكة الإنترنت في تطوير المهارات، واستثمارها في التطوير المهني، وفي مواجهة التحديات الخطيرة التي تحيط ببيئة العمل ربما بسبب ضعف التأهيل للتعامل مع البيئة التقنية الحديثة، أو عدم تطوير البرامج الأكاديمية لإعداد الكوادر القادرة على توظيف التقنية المعاصرة في التعلم الذاتي والتنمية المهنية، أو نقص الوعي المعلوماتي والتقني، أو ضعف الحافز للالتحاق بالدورات التدريبية، أو ربما لأسباب عديدة أخرى يؤمل أن تكشف عنها الدراسات العلمية في المجال.

الأمر الذي يوحي بوجود مشكلة بحاجة إلى تسليط مجهر البحث العلمي عليها، إذ على الرغم من أن مؤسسات المعلومات في المملكة والعالم العربي قد نجحت في تبني نظم المعلومات الحديثة إلا أنها لا تزال عاجزة عن توظيفها بالشكل المطلوب، وذلك نتيجة لعجز العاملين عن التكيف مع البيئة الإلكترونية الجديدة. مما يعني أن هناك حاجة ماسة إلى مواصلة الجهود في تطوير القدرات التقنية للمتخصصين في مجال المعلومات.
الأستاذ الدكتور/ سالم بن محمد السالم