الحجاب في سنغافورة "عصيان مدني" يواجه من قبل السلطات بإجراءات صارمة على المستويين التعليمي والاجتماعي ضد المسلمين



قالت فعاليات تعليمية إسلامية في سنغافورة: إن تحدي الحظر الرسمي لارتداء الحجاب بالمدارس في هذا البلد يعد -طبقا للقانون- بمثابة "عصيان مدني"، وسيواجه من قبل السلطات بإجراءات صارمة على المستويين التعليمي والاجتماعي ضد المسلمين الذين يمثلون 15% من عدد السكان البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، خاصة أن السلطات تفرض سيطرة كاملة على كل شئون البلاد، وتملي على المسلمين كيف يعيشون حياتهم.

وقالت شريفة علواني "مدرسة بإحدى المدارس الدينية في منطقة جيلاند" لـ"إسلام أون لاين.نت": "الحجاب ممنوع ارتداؤه بالمدارس في سنغافورة لأنه يعد رمزا دينيا، كما أنه ممنوع أيضا في بعض الدوائر الحكومية مثل المستشفيات والعيادات الطبية".

كان نائب رئيس وزراء سنغافورة "لي هسين لونج" قد حذر المسلمين قبل بداية العام الدراسي من أن الحجاب لا يعد جزءا من الزي المدرسي، وذكر بأنه "ممنوع في جميع المؤسسات التعليمية".

وقال "لونج" نجل "لي كوان ييو" مؤسس سنغافورة الحديثة، في تصريح لصحيفة "بيريتا هاريان مالاي"، أثار اهتمام المسلمين ونشرته في 1-12-2003: "إن حظر الحجاب يدخل في إطار عملية الدمج والتكامل الاجتماعي في سنغافورة".

ورأى أن "السماح للمسلمين بارتداء الحجاب من شأنه أن يعيق هذا التكامل القومي للمسلمين بصفة خاصة مع المجتمع، كما يمكن أن يثير انشقاقات بين أفراد الشعب".

ضد المسلمين فقط..

من جهتها تعترض "شريفة" على ذلك مستشهدة بالحرية الممنوحة لطائفة السيخ بارتداء غطاء للرأس يميزهم، قائلة: "مع هؤلاء (السيخ) لا يؤبه بمسألة التكامل الديني والعرقي.. فقط تثار المسألة مع المسلمين -خاصة المتدينين منهم- الذين يريدون ارتداء الحجاب".

وأضافت شريفة: "تفرض القوانين وتصدر الأوامر من جانب رئيس الوزراء أو حتى بعض المسئولين الذين قد يكونون من المسلمين، ضد المسلمين فقط، لتمنعهم من إظهار ما قد يميزهم أو يبرز ثقافتهم (الإسلامية) عند تواجدهم في الأماكن العامة".

يذكر أن هناك قانونا تعززه بعض القوانين الفرعية، يمنع أي فرد -مسلما كان أو غير مسلم- من مجرد مناقشة مسألة حظر الحجاب في مدارس سنغافورة.

وأوضحت شريفة أن المسلمين حتى الآن لم يُبدوا أي احتجاجات ضد هذا القانون، ذلك لأن البلاد تخضع لسيطرة محكمة من جانب السلطات الحاكمة، وأشارت إلى أن ممارسة الشعائر الدينية غير ممنوعة، إلا أن ذلك يتم تحت إجراءات أمنية مشددة.

لصرف المسلمين عن الإسلام..

كما ترى شريفة أن هذا القانون يهدف إلى "صرف المسلمين في سنغافورة عن الإسلام، حيث إنه من الواضح أن السلطات لا تريد من المسلمين أن يعلموا أبناءهم تعاليم الإسلام التي يعدونها خطرا (عليهم)".

يذكر أن بعض الطالبات اللاتي كن قد تقدمن بأوراق الالتحاق بمدرسة ابتدائية حاولن ارتداء الحجاب العام الماضي، إلا أنه تم رفض هذه الأوراق بحجة أن اللوائح في هذه المدارس تمنع ارتداء الحجاب.

كما تم إيقاف 4 طالبات العام الماضي أيضا عن الدراسة بدعوى العصيان المدني من جانبهن لارتدائهن الحجاب، مما اضطرهن لاستكمال الدراسة في إحدى مدارس ولاية "جوهور باهرو" الماليزية، القريبة من سنغافورة.

من ناحية أخرى قالت معلمة مسلمة من سنغافورة تعيش في ماليزيا وتدعى "أييني": "ماليزيا تعامل غير المسلمين لديها معاملة جيدة وتكفل كامل الحرية، إلا أن هذا لا يحدث على الإطلاق في سنغافورة".

وحثت أييني السلطات في سنغافورة على التمثل بما هو كائن في ماليزيا والقبول بالحقائق وإعادة الطالبات (اللاتي تم إيقافهن أو منع قيدهن بالمدارس) إلى مدارسهن، وشددت على أن ذلك "لن يؤدي إلى الإضرار بالتكامل العرقي في هذه الدولة الصغيرة".

يُذكر أن عدد المسلمين في سنغافورة يبلغ أكثر من 450 ألف نسمة، ومعظمهم من الملايويين، ونسبة قليلة منهم من الهنود، بينما يشكل ذوو الأصول الصينية الأغلبية السكانية، ويسيطرون على الحكومة ومؤسساتها، ويتوزعون بين النصرانية والبوذية الكونفوشوسية، مع وجود لادينيين بينهم.

تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المدارس الإسلامية الكبيرة في سنغافورة لا تخضع لقانون منع الحجاب؛ حيث تتميز أزياؤها الموحدة بطبيعة اللبس الملايوي التقليدي الذي يغطي كامل الجسم، غير أن هذه المدارس -لقلتها ولمحدودية التخصصات التي تضمها- لا تستطيع احتواء جميع أبناء المسلمين.