الانسجام و الوحدة بين الأمريكيين يعكسهما فريقهم لكرة القدم.. تطور كرة القدم الدولية في أميركا



من إريك غرين، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف .. واشنطن – الحلم الأميركي يتجسد في فريق الولايات المتحدة لكرة القدم الدولية ولاعبيه. حقق أكثر من عشرة من لاعبي كرة القدم الأميركيين أبناء أسر مهاجرة هدفهم الأقصى من ممارستهم رياضة الكرة – وهو اختيارهم كي يلعبوا باسم بلدهم ويمثلوه في مباريات الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، لكأس العالم 2010.

لاعبا هجوم الوسط بيني فيلهابر وستوارت هولدن جاءا إلى الولايات المتحدة ولدين صغيرين.

فيلهابر الذي قدم من البرازيل كان في السادسة من عمره، وهولدن جاء من اسكتلندا وهو في سن العاشرة.

حارس المرمى تيم هاوارد أمه من المجر، وأب الكابتن رئيس الفريق الأميركي لاندون دونوفان الذي سجل الهدف الأميركي في مباراة فريق الولايات المتحدة ضد غانا في 23 حزيران/يونيو من كندا.

أما والد اللاعب إدسون بادلز فكان لاعب كرة قدم محترفا في جامايكا.
ووالدا اللاعب أوغوتشي أونيوو، عضو فريق الولايات المتحدة، ولدا في نيجيريا وجاءا إلى الولايات المتحدة لتحصيل تعليمهما الجامعي.

قال ستيفن غوف الذي يكتب عن كرة القدم لجريدة واشنطن بوست إن "كرة القدم الدولية تطورت كثيرا وبشكل مبهر في الولايات المتحدة من حيث التنوع العنصري والعرقي الإثني والاقتصادي."

وأضاف أن قائمة أسماء فريق كأس العالم الأميركي "أصبحت الآن مختلطة من بيض وسود و أميركيين لاتينيين ومن خلفيات مختلفة" وتعبر عن حقيقة أن اللاتينيين والأميركيين الأفارقة يشكلون أكبر فئات الأقليات في الولايات المتحدة.

وأضاف غوف أن الفضل يعود لسونيل غولاتي، رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم الذي يشرف على رياضة كرة القدم في الولايات المتحدة، في إنشاء علاقات متينة مع مختلف الفئات بما فيها الأميركية اللاتينية التي تعشق كرة القدم وتفضلها "على سائر الرياضات" وتشكل "مصدرا جديدا من الشباب الموهوبين."

وصرح غولاتي، وهو أيضا مولود في الخارج وجاء إلى الولايات المتحدة من الهند وهو في الخامسة من عمره، للصحفيين بأن التنوع الكبير في الخلفيات التي يتحدر منها أعضاء الفريق الأميركي لمباريات كأس العالم عامل إيجابي جدا.

وأضاف أن من المزايا الخاصة للعبة كرة القدم هي أنها "لعبة يمكن أن يلعبها كل إنسان. فهي رياضة عالمية متنوعة الثقافات."

تطور كرة القدم الدولية في أميركا
يقول مايك وُيتالا، رئيس التحرير التنفيذي في مجلة سوكر أميركا، إن الولايات المتحدة قد أنزلت إلى الملعب "أكثر فرقها تنوعا إثنيا إلى مباراة كأس العالم الأولى التي جرت في أوروغواي في العام 1930.

فمما يذكر أن الفريق الوطني الأميركي الذي حل في المرتبة الثالثة في مباريات كأس العالم الافتتاحية سنة 1930 كان مكونا في معظمه من لاعبين من خلفيات اسكتلندية وأيرلندية.

أما الفريق الأميركي الذي شارك في مباريات العالم 1950 فضم لاعبين معظمهم من أصول برتغالية وإيطالية، وهو ما يعبر عن أنماط الهجرة إلى الولايات المتحدة في النصف الأول من القرن العشرين.

إلا أن تنوع تشكيلة الفريق الأميركي في مباريات كأس العالم 2010 ربما جاء انعكاسا لتطور رياضة كرة القدم بعد أن كانت مقتصرة تقريبا على البيض من أبناء الأسر الغنية في ضواحي المدن.

إذ يقول نيل بيويث، المتحدث باسم الاتحاد الأميركي لكرة القدم، إن الفكرة التي ظلت سائدة في أميركا هي أن كرة القدم السوكر "رياضة لبيض الضواحي" أما الآن فإن ممارسيها ينتمون كل فئات الدخل التي أصبحت تتبنى هذه الرياضة في المجتمعات الأميركية.

ويضيف بيويث أن الاتحاد الأميركي لكرة القدم "يحاول أن يستفيد من ذلك بعدد من الطرق المختلفة" بما فيها إرسال المستكشفين الباحثين عن المواهب إلى مناطق تجمعات ذوي الدخل المحدود لمشاهدة ورصد اللاعبين الذين لا يملكون الحصول على التدريب أو لا ينتمون إلى منظمات أو رابطات أندية الشباب الغنيّة. والغاية من ذلك هي استقدام اللاعبين الواعدين إلى بيئات أفضل تمكنهم من تنمية وتطوير مهاراتهم في كرة القدم.

والمعروف أن الاتحاد الأميركي لكرة القدم يقدم بالتعاون مع المؤسسة الأميركية للسوكر، التي تتخذ مقرها في واشنطن وتشكل الجناح الخيري الرئيسي في رياضة كرة القدم، منحا دراسية للشبان (الذين تترواح أعمارهم بين 14 و17 سنة) لانتسابهم إلى أكاديمية تنموية تعمل على تدريب مجموعة من اللاعبين المرشحين لفريق الولايات المتحدة الوطني.

وأضاف بيويث قوله "لقد شهدنا فريق مباريات كأس العالم يتطور مع السنين ويزداد عدد لاعبيه الذي ينتمون إلى أعراق إثنية مختلفة كاللاتينيين المنضمين إلى الفريق والذين يشكل وجودهم حتما تطورا إيجابيا."

وآخر ثلاثة من اللاعبين الرجال الذين فازوا بجائزة هيرمان تروفي التي تمنح تقديرا لأفضل لاعبي الكرة في الجامعات الأميركية هم من الأميركيين الأفارقة.

ويقول أندرو غيست، الذي يقر بأنه "مدمن كرة القدم" ويكتب مدوّنة عن ثقافة كرة القدم تحت عنوان "غزوة الكرة" لموقع على الإنترنت مقرها شيكاغو، إنه إذا كان المطلوب هو التوصل إلى إيجاد مجموعة متزايدة التنوع من اللاعبين في الولايات المتحدة فإن "المفتاح الأساسي لذلك هو تمكين المجتمعات الأهلية من الوصول (إلى التدريب) من خلال الحدائق العامة ومراكز الرياضة والمدارس."

وأضاف غيست أن قائمة أسماء فريق الولايات المتحدة إلى مباريات كأس العالم "تبدو أنها تمثل فعلا الفكرة القديمة القائلة بأن أميركا بوتقة انصهار" وأن ذلك الفريق الأميركي المختلط "يبدو أنه يشبه على نحو رائع الأمة المتنوعة التي يمثلها" وهو فريق يقول غيست "أعتز بأن أناصره وأهتف له" في مباريات كأس العالم.