جهة الدار البيضاء الكبرى.. القلب النابض لاقتصاد المغرب



تعيش جهة الدارالبيضاء الكبرى تطورا/نموا ملحوظا ديمغرافيا، عمرانيا، صناعيا... نتجت عنه عدة مشاكل/اختلالات كان لها وقعها على الجانب البيئي يتمثللا أبرزها في: 
تلوث المياه التي تأثرث جودتها بفعل المقذوفات الصناعية والخاصة بالمنازل بفعل الخصاص الذي تعرفه محطات معالجة المياه العادمة، وهو ما يتبين في مقذوفات كل من وادي بوسكورة بمنطقة النواصر، والواد المالح بالمحمدية، وواد مرزك، إذ يقدر حجم المياه العادمة المنتجة يوميا في الجهة، حسب وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية ب 000 330م3، أي ما يعادل 120 مليون م3 في السنة، ويتراوح حاليا الربط بشبكة التطهير بين 50 و 90%، أما المناطق غير المستفيدة من هذه الخدمة فتلجأ إلى التطهير المستقل (الحفر الصحية) أو إلى القذف المباشر في الطبيعة، وهو ما يؤثر سلبا على البيئة بشكل عام سواء تعلق الأمر بالغابات أو بالشواطئ التي تتراجع بشكل كبير سيما بالمنطقة الشرقية للجهة (عين حرودة والبرنوصي)، إضافة إلى تؤثر المخزون السمكي بذلك.
التدهور البيئي بالجهة لم يقتصر على سواحلها فحسب، بل طال كذلك الغابات التي تغطي نحو 4000 هكتار، أي ما يعادل 4% من مساحة الجهة، بحوالي 10 أمتار مربعة للفرد الواحد (غابة بوسكورة 3000 هكتار غابة واد النفيفيخ 270 هكتارا واد المالح 340 هكتارا غابة كروطة 210 هكتارات)، بينما الباقي من الغابات فهو موزع على الكثبان الساحلية في كل من دار بوعزة وطماريس ب 130 هكتارا ، وسيدي عبد الرحمان 50 هكتارا.
بدوره يعتبر التطهير الصلب معضلة بيئية أخرى، ويقدر الإنتاج السنوي للنفايات المنزلية على صعيد الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، بمليون طن، بنسبة إنتاج تعادل 0.95 كلغ في اليوم لكل ساكن، تتميز هذه النفايات باحتوائها على نسبة عالية من المواد العضوية 70% ومن الماء من 65 إلى 70%، وتقدر نسبة جمع النفايات على صعيد الجهة ما بين 80 و 100%.
ويتم شحنها صوب »المطرح العشوائي« لمديونة الذي يستقبل يوميا ما يناهز 3 آلاف طن على مساحة تقدر ب 76 هكتارا، بينما يستقبل المطرح العمومي للجماعة القروية الشلالات الممتد على مساحة ستة هكتارات، ما يقدر ب 235 طنا يوميا من نفايات المحمدية، هذا في الوقت الذي يوجد فيه مطرح آخر عشوائي بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي »سيدي مومن«، يمتد على مساحة 11 هكتارا والمتواجد قرب الساكنة الذي أغلق دون إعادة تأهيله.
وتتسبب المطارح العشوائية المتواجدة بالجهة في عدة مشاكل بيئية منها تسرب صديد النفايات نحو المياه الجوفية (الآبار المجاورة والفرشاة المائية)، وكذا انتشار الأمراض، تنضاف إليها المطارح المؤقتة والنفايات الخضراء والهامدة، وانتشار قطاع تدوير النفايات غير مقنن. وتقدر كمية النفايات الخطيرة الناتجة عن القطاع الصحي ب 1030 طنا سنويا، فيما ينتج القطاع الصناعي كمية سنوية من النفايات الخطيرة تقدر ب 93227 طنا، أخذا بعين الاعتبار أن الجهة لاتتوفر على وحدات خاصة لمعالجة النفايات الخطيرة.
الاختلالات البيئية بالجهة تظهر بصماتها في القطاع الفلاحي والمقالع وتضرر جودة الهواء ينضاف إليها مشكل التعمير المرتبط أساسا بالدور المتداعية للسقوط والجيوب الصفيحية والتي تقدر ساكنتها بحوالي 212 ألف أسرة وهو ما له انعكاسات/مضاعفات على الوضع الصحي الذي يعرف تطورا سلبيا نتيجة ارتفاع وثيرة الإصابة بالعديد من الامراض سيما المزمنة منها والمرتبطة بالجهاز التنفسي والضغط والقلب والشرايين وداء السكري ...