بيداغوجيا المشاريع المتعددة المواد.. المشروع البيداغوجي الشخصي أو الجماعي وموافقة ميول التلاميذ ورغباتهم



تعد تقنية إعداد مشاريع تتداخل فيها عدة مواد من بين الوسائل المتاحة لتجاوز مشكلة ضيق الوقت الذي تعاني منه الأقسام متعددة المستويات. وتنطوي هذه المشاريع على أنشطة عديدة تهدف جميعا إلى تحقيق نفس الهدف. إنها برامج تعليمية وضعت حسب هيكلة أفقية و تكميلية. ويتعلق الأمر بمقاربة تستفيد من تداخل المواد لبلوغ الهدف المرصود وهو نجاح المشروع. ويمكن أن تندرج هذه الأنشطة ضمن برامج مختلفة أو ضمن أجزاء برنامج ما.
 ويمكن إضافة إلى ذلك لتلاميذ من مستويات مختلفة أن يشاركوا مثلهم مثل تلاميذ قسم من مستوى واحد. فمثلا إذا كان المشروع الذي وقع عليه الاختيار هو زيادة مكان ما، فإن جميع الأنشطة التربوية التي سيتم القيام بها قبل الزيارة وأثناءها وبعدها ستشكل جزءا لا يتجزأ من هذه الأنشطة. يمكن أن يتعلق الأمر برسالة لطلب معلومات، بحث علمي لإعداد الأمور التي سنراها خلال الزيارة، قراءة وثائق، الخ…
بالرغم من الشروط المتعددة التي يتطلبها إنجاز هذه البيداغوجية، فإنها تنطوي على مزايا عديدة ومختلفة. بداية، فإنها تسمح لتلاميذ من مستويات مختلفة بالعمل على نفس مشروع. وعلاوة على ذلك، فإنها تمكن من العمل في مواد متعددة والعمل على تحقيق أهداف برامج مختلفة. وتسمح البيداغوجية للتلاميذ بالقيام باستغلال المهارات والمعارف المكتسبة في المواد المختلفة. كما أنها تحمس التلاميذ وتعطيهم الرغبة في المجيء إلى القسم لإتمام المشروع الذي بدءوه. وتخلق التقنية لدى المدرسين هم الآخرون حماسا لتطبيق هذه البيداغوجية. فعلى المستوى الاجتماعي، تساهم التقنية في تسهيل الاتصال بين تلاميذ من مختلف الأعمار بما أنم سيعملون على المشروع نفسه. ويمكن أن يتعلم الأطفال أحيانا انطلاقا من الشروح التي يقدمها طفل ربما يكون من نفس السن، من سن أكبر و حتى أصغر سنا ولكن يتوفر علة مهارات أفضل. ترى ليلان كاتز ’’أن مجموعة مختلطة من الأعمار يمكن أن تتيح بيئة علاجية بالنسبة لأطفال غير ناضجين اجتماعيا.
يكون لدى الأطفال الأصغر سنا نزعة أقل إلى إبعاد طفل أقل نضجا من رفاقه من نفس السن’’. بالإضافة إلى ذلك، تسمح هذه البيداغوجية للأطفال الأصغر سنا من الاشتراك في المشاريع التي ما كانوا لينجزوها وحدهم دون مساعدة زملائهم الأكبر سنا. وعلاوة على ذلك، تسمح البحوث بالاعتقاد بأنه لا يوجد أي مشكل في وضع الأطفال من أعمار مختلفة مع بعضهم البعض. بالفعل، فحسب بروس ميلر لقد ’’بينت البحوث بأنه ليس ثمة أدنى أثر سلبي بالنسبة للأطفال الذين يتابعون دراستهم في أقسام ذات مستويات متعددة سواء فيما يتعلق بالأداءات الأكاديمية أو العلاقات الاجتماعية أو المواقف’’.
رغم أن الأمر لا ينطوي على سلبيات بالنسبة للتلاميذ، فإن إشراك أطفال من أعمار مختلفة في نفس المشروع يقدم تحديات عديدة بالنسبة للمدرسين. من بين التحديات الكبيرة بالنسبة للمدرس، ثمة تصميم كافة مراحل مشروع ما وتحديد الأهداف البيداغوجية التي ستحقق خلال كل مرحة من هذه المراحل. فيما يتعلق بالمدرسين الذين تلقوا تكوينا للعمل داخل أقسام تقليدية والذين يشتغلون فيها سنوات عديدة، تحتاج بيداغوجية المشاريع متعددة المواد إلى الكثير من الانفتاح والمرونة. وتتطلب الطريقة تكوينا قبليا بواسطة مكونين يتقنونه.